زكاة الأنعام: شروطها وأنواعها ومقدارها

فرض الله الزكاة كركن أساسي من أركان الإسلام، حيث إنها تعتبر وسيلة لتطهير المال وتزكية النفس. ومن أبرز أنواع الزكاة التي حث عليها الإسلام زكاة الأنعام. تشمل زكاة الأنعام الإبل، البقر، والغنم، وهي من النعم التي تعتبر جزءاً من الثروة الحيوانية المهمة في المجتمعات الريفية والزراعية. الزكاة ليست مجرد فريضة مالية بل هي عمل يعزز الترابط الاجتماعي، ويعكس قيم التضامن والتكافل في المجتمع. في هذا المقال، سنتناول شروط زكاة الأنعام، نصابها، وكيفية حسابها بالتفصيل.

شروط وجوب زكاة الأنعام

لكي تكون زكاة الأنعام واجبة على المسلم، يجب توفر مجموعة من الشروط المهمة.

• بلوغ النصاب: النصاب هو الحد الأدنى من الأنعام الذي يجب توافره ليصبح دفع الزكاة واجباً. فإذا كان عدد الأنعام أقل من النصاب المحدد، فلا تجب الزكاة.
• أن يحول عليها الحول: أي مرور سنة هجرية كاملة على امتلاك المالك للأنعام. إذا لم يمضِ عليها حول كامل، فلا زكاة عليها.
• أن تكون سائمة: السائمة هي الأنعام التي ترعى في المراعي الطبيعية دون تدخل من صاحبها بتوفير العلف. إذا كانت الأنعام معلوفة – أي يتم إطعامها من قبل صاحبها طوال العام – فإنها لا تخضع للزكاة.
• أن لا تكون عاملة: الأنعام التي تعمل في الحرث أو النقل تعفى من الزكاة لأنها تستخدم في توفير مصدر دخل أو خدمة لصاحبها.

تتجلى هذه الشروط في أن الزكاة تُفرض على الثروة التي تتجدد وتنمو، وتهدف إلى تحقيق العدالة بين أصحاب المال والمحتاجين.

نصاب زكاة الأنعام

نصاب الأنعام يختلف حسب نوع الحيوان، سواء كان إبلاً، بقراً، أو غنماً. ويجب أن يصل عدد الأنعام التي يمتلكها المسلم إلى النصاب حتى تصبح الزكاة واجبة.

1. نصاب الإبل: يبدأ النصاب من خمس رؤوس. أي أن من يمتلك أقل من خمس رؤوس من الإبل لا تجب عليه الزكاة. إذا امتلك خمس رؤوس أو أكثر، تصبح الزكاة واجبة وفقاً للعدد المحدد لكل مجموعة.
2. نصاب البقر: النصاب في البقر هو 30 رأساً. من يملك أقل من هذا العدد لا تجب عليه الزكاة، ولكن إذا امتلك 30 رأساً فما فوق، وجبت عليه الزكاة.
3. نصاب الغنم: نصاب الغنم يبدأ من 40 رأساً فما فوق. إذا امتلك المالك أقل من هذا العدد فلا تجب عليه الزكاة، ولكن إذا بلغ 40 أو أكثر، تصبح الزكاة واجبة.

يهدف تحديد النصاب إلى فرض الزكاة فقط على الثروة التي تزيد عن الحد الأدنى المطلوب، بحيث لا تصبح الزكاة عبئاً على أصحاب الأنعام الذين قد يعتمدون على عدد صغير من المواشي لإعالة أنفسهم.

نصاب الإبل

تعتبر الإبل من أغلى الأنعام وأعلاها قيمة في كثير من المجتمعات الزراعية والرعوية، ولهذا فرض الإسلام الزكاة عليها بطريقة دقيقة ومنظمة. يبدأ نصاب الإبل من خمس رؤوس فما فوق. ويجب على مالك الإبل إخراج شاة واحدة كزكاة عن كل خمس رؤوس من الإبل. إذا زاد العدد عن 25 رأساً، تصبح الزكاة أكثر تعقيداً، حيث يتم إخراج بنت مخاض (أنثى أتمت عاماً) أو بنت لبون (أنثى أتمت عامين) حسب عدد الرؤوس. لكل مجموعة من الإبل نصاب مختلف ومقدار زكاة مختلف يتناسب مع حجم الثروة.

نصاب البقر

البقر أيضاً له نصاب مختلف يبدأ من 30 رأساً. إذا كان لدى الشخص هذا العدد أو أكثر، يجب عليه إخراج زكاة بما يتناسب مع عدد الأبقار. إذا كان لديه بين 30 و39 رأساً، تكون الزكاة تبيعاً (عجل أتم عاماً)، وإذا كان العدد بين 40 و59، تكون الزكاة مسنة (بقرة أتمت عامين). وبهذا يتدرج مقدار الزكاة حسب زيادة عدد الأبقار التي يمتلكها الشخص.

نصاب الغنم

الغنم تعتبر من أكثر أنواع الأنعام انتشاراً في المجتمعات الزراعية. يبدأ نصاب الغنم من 40 رأساً، وكلما زاد عدد الغنم، ازداد مقدار الزكاة الواجب إخراجها. إذا كان لدى الشخص بين 40 و120 رأساً، فإن الزكاة تكون شاة واحدة، وإذا زاد العدد عن 121 رأساً، تصبح الزكاة شاتين. وبالمجمل، لكل 100 رأس من الغنم شاة واحدة.

كيفية إخراج زكاة الأنعام

إخراج زكاة الأنعام يتطلب الدقة والتزام الشروط الشرعية. هناك جداول دقيقة تحدد ما يجب إخراجه بناءً على عدد الأنعام التي يمتلكها الشخص ونوعها. وتختلف طريقة إخراج الزكاة بين الإبل، البقر، والغنم، كما أن الزكاة يجب أن تكون من الوسط، فلا يتم إخراج أسوأ الأنعام ولا أفضلها، بل يتم اختيار الأنعام المتوسطة في الجودة.

طريقة إخراج زكاة الأنعام بالتفصيل:

1. الإبل:
   • من 5 إلى 25 رأساً: شاة واحدة لكل خمس رؤوس.
   • من 25 إلى 35 رأساً: بنت مخاض (أنثى أتمت عاماً).
   • من 36 إلى 45 رأساً: بنت لبون (أنثى أتمت عامين).
   • من 46 إلى 60 رأساً: حقة (أنثى أتمت ثلاث سنوات).
   • كل 40 رأساً: بنت لبون وكل 50 رأساً: حقة.
2. البقر:
   • من 30 إلى 39 رأساً: تبيع (عجل أتم عاماً).
   • من 40 إلى 59 رأساً: مسنة (بقرة أتمت عامين).
   • كل 30 رأساً: تبيع، وكل 40 رأساً: مسنة.
3. الغنم:
   • من 40 إلى 120 رأساً: شاة واحدة.
   • من 121 إلى 200 رأساً: شاتان.
   • في كل 100 رأس: شاة واحدة.

الإسلام وضع هذه القواعد لضمان أن تكون الزكاة عادلة وتعكس مقدار الثروة التي يمتلكها الشخص، كما أن هذه الزكاة تستخدم لتخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين.

متى تعفى الأنعام من الزكاة؟

هناك حالات معينة تُعفى فيها الأنعام من الزكاة، وتعتبر هذه الحالات استثناءً لضمان أن الزكاة لا تصبح عبئًا على أصحاب الأنعام:

• إذا كانت الأنعام أقل من النصاب: لا تجب الزكاة على من يمتلك أقل من النصاب المحدد لكل نوع.
• إذا كانت الأنعام معلوفة: الأنعام التي يتم إطعامها بالعلف طوال العام لا تجب عليها الزكاة، لأنها ليست سائمة.
• إذا كانت الأنعام عاملة: الأنعام التي تستخدم في الأعمال اليومية مثل الحرث أو النقل معفاة من الزكاة.

هذه القواعد تساعد في ضمان أن الزكاة تُفرض فقط على الأنعام التي تتكاثر وتنمو بصورة طبيعية، وأنها لا تؤثر سلبًا على أصحاب الثروات الصغيرة.

وفي الختام، 

تعد زكاة الأنعام من الأمور الأساسية التي تعزز التكافل الاجتماعي وتحقق العدالة الاقتصادية. إن إخراج الزكاة ليس فقط واجباً دينياً، بل هو وسيلة فعالة لمساعدة الفقراء والمحتاجين. دعوتنا اليوم هي لدعم جمعية غراس الخير الإنسانية التي تعمل على توصيل الزكاة إلى مستحقيها. تبرعك سيساهم في تحسين حياة الآلاف من المحتاجين ويسهم في تخفيف معاناتهم.

تبرع الآن واجعل من زكاتك باباً للأجر والثواب المستمر.

الأسئلة الشائعة

إقرأ المزيد

• أفضل الصدقات وأهميتها في حياة المسلم
• دور المخيمات في حماية اللاجئين والنازحين: ملاذات أمان مؤقتة
• أطفالنا أمانة – أهمية كفالة اليتيم
• احتياجات النازحين الأساسية: تحديات ومعالجات لتحسين ظروفهم
• سقيا الماء – أفضل الصدقات
• كيف تتبرع بزكاتك لصالح دعم اللاجئين والنازحين وتغيير واقعهم ومستقبلهم
• من هم الفئات المستحقة وغير المستحقة للزكاة
• شروط الزكاة: دليل شامل لفهم أحكام الزكاة وأهم شروطها
• زكاة المال: شروطها وكيفية حسابها
• الفئات المستحقة للصدقة في الإسلام