بئر من الخير.. صدقة جارية إلى الأبد

تبرعوا للمحتاجين عبر غراس الخير الإنسانية بواسطة PayPal أو البطاقة الائتمانية.  

ربما عندما اعتزمت تقديم صدقة جارية للمحتاجين، فكرت  بكفالة طالب علم أو بناء مسجد أو توزيع المياه، ولكن هل فكرت أيضاً بحفر بئر في منطقة مقطوعة من الموارد المائية لإرواء ظمأ الفقراء.

يعد حفر بئر ماء كصدقة جارية عملاً نبيلاً له تأثير عميق في حياة الناس، فالماء هو مصدر الحياة وتوفير المياه النظيفة يُسهم في تحسين الصحة، وتعزيز التعليم، ودعم المجتمعات.

لذلك، فإن كل من يسهم في حفر بئر ماء يُحقق فوائد كبيرة لنفسه وللآخرين، ويضمن أن تستمر أعماله الخيرية في جني الأجر حتى بعد وفاته.

لماذا سميت بالصدقة الجارية؟

الصدقة الجارية واحدة من أسمى أنواع الصدقات في الإسلام، ويعرَّف هذا النوع من الصدقات بالأعمال التي يستمر أجرها وثوابها حتى بعد وفاة الشخص المتصدق وفي حياته، ومن أبرز صور هذه الصدقات حفر الآبار، إذ تُعد من الوسائل التي تستمر في تقديم الفائدة للناس على مر الزمن.

إن تسمية الصدقة “جارية” تشير إلى أن أثرها ونتائجها تستمر في التدفق، تماماً كما يتدفق الماء بداخل البئر.

فضل الصدقة الجارية

حفر بئر

يُعد فضل الصدقة الجارية عظيماً في الإسلام، إذ ورد في الأحاديث النبوية العديد من التأكيدات على أهميتها.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”، وهذا الحديث يبرز كيف أن الصدقة الجارية تعد من أهم الأعمال التي يمكن أن يستمر أجرها للإنسان حتى بعد وفاته، مما يُحفِّز الناس على الأخذ بمثل هذه الأعمال.

هل مياه الآبار صالحة للشرب فعلاً؟

عند الحديث عن حفر الآبار فالمقصود هنا استخراج المياه الجوفية من باطن الأرض، وهناك عدة أسباب تجعل مياه الآبار نظيفة:

• التصفية الطبيعية

مياه الأمطار تتسرب إلى التربة وتُصفى بشكل طبيعي عبر طبقات الأرض، مما يُساعد على إزالة الشوائب والملوثات.

• العمق

الآبار تُحفر عادةً في أعماق تتجاوز الطبقات السطحية، حيث تكون التلوثات أقل.

• الحفاظ على مصادر المياه

تعد الآبار حوافظ عمية للمياه ويمكن استغلاله في أي وقت ومتى استدعت الحاجة، وهو ما يجعلها بمثابة خزان نظيف.

أهمية حفر الآبار كصدقة جارية

يعدّ حفر الآبار واحداً من أهم أنواع الصدقات الجارية، حيث تسد حاجة أساسية للإنسان، وهي الحاجة للماء،  لا سيما وأنه في كثير من المناطق حول العالم، يعاني الناس من نقص حاد في المياه، مما يؤثر سلباً على حياتهم وصحتهم.

هذه الأمور تجعل حفر بئر ماء لا يُسهم فقط في توفير المياه، بل يُعد أيضاً وسيلة لتعزيز الصحة العامة وتحسين ظروف الحياة.

أولاً: الأجر العظيم والثواب المستمر

يكتسب الشخص الذي يساهم في حفر بئر ماء أجراً عظيماً، إذ يُعتبر هذا العمل من الأعمال التي يظل ثوابها مستمراً، فعندما يستفيد الناس من الماء الذي يخرجه البئر، يُسجل ذلك في ميزان حسنات المتصدق.

لذا، فإن الصدقة الجارية تعكس فكرة التكافل والتعاطف الاجتماعي الذي يدعو إليها الإسلام، والذي يتضمن العطاء المستمر دون انتظار جزاء.

ثانياً: سد حاجة أساسية

“وجعلنا من الماء كل شيء حي”.

الماء هو عنصر أساسي لبقاء الحياة، فمن دون الماء، لا يمكن للنباتات أو الحيوانات أو البشر الاستمرار في الحياة، وفي كثير من البلدان النامية، يضطر السكان إلى السير لمسافات طويلة للحصول على الماء الصالح للشرب، وهو ما يمثل عبئاً كبيراً عليهم.

من خلال حفر الآبار، يمكن للناس الحصول على مياه نظيفة وقريبة، مما يسهل حياتهم اليومية.

ثالثاً: تحسين الصحة العامة

تساهم المياه النظيفة في تحسين الصحة العامة للسكان، فالمياه الملوثة تُعد سبباً رئيسياً للعديد من الأمراض، مثل الإسهال والتيفوئيد والكوليرا.

من خلال توفير مياه نظيفة، تُساعد الآبار المحفورة على تقليل مخاطر هذه الأمراض، مما يُحسِّن من مستوى الصحة العامة ويقلل من معدلات الوفيات، خاصة بين الأطفال.

ثالثاً: تمكين المجتمعات

تؤدي مشاريع حفر الآبار إلى تمكين المجتمعات، فبوجود مصادر مياه قريبة، يستطيع السكان زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات، مما يُعزز من استقرارهم الاقتصادي، كما تُساهم المياه النظيفة في تعزيز التعليم، حيث لا يضطر الأطفال لقضاء ساعات طويلة في جمع الماء، بل يمكنهم الذهاب إلى المدارس.

رابعاً: الاستدامة البيئية

حفر بئر صدقة

إن حفر الآبار بطريقة مستدامة يُسهم في الحفاظ على البيئة، فالآبار الجيدة التخطيط تُساعد على الحفاظ على منسوب المياه الجوفية، وتقلل من خطر التصحر.

بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تكون الآبار مصدراً لتغذية المياه الجوفية، مما يُعزز من تنوع الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة.

مساهمة حفر الآبار في تحسين حياة اللاجئين والنازحين

تُعد مشكلة نقص المياه واحدة من أكبر التحديات التي تواجه اللاجئين والنازحين في المناطق المنكوبة، فحفر الآبار يمكن أن يُسهم بشكل كبير في تحسين حياتهم.

فكما ذكرنا، البئر يوفر للناس الوصول إلى مياه نظيفة، مما يساعد على تحسين ظروفهم الصحية والمعيشية، كما يُساهم في تقليل الضغط على الموارد المحدودة في المخيمات، ويُعزز من قدرتهم على تحقيق الاستقرار.

أولاً: التخفيف من المعاناة

تُعتبر الآبار حلاً عملياً للتخفيف من المعاناة اليومية التي يواجهها الناس بسبب نقص المياه. ففي بعض المناطق، قد تضطر الأسر إلى دفع مبالغ كبيرة للحصول على مياه ملوثة، مما يُزيد من معاناتهم. ومن خلال حفر الآبار، يمكن تقليل هذه المعاناة، مما يُساعد في تحسين جودة الحياة.

ثانياً: تحسين الظروف المعيشية

تعمل الآبار على تحسين الظروف المعيشية بشكل عام. فمع توفر المياه النظيفة، يصبح من الممكن للناس تحسين مستوى المعيشة، سواء من خلال الزراعة أو تربية الحيوانات. كما يمكن أن تُسهم في تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية، حيث يصبح من الممكن التركيز على الأمور الأكثر أهمية بدلاً من القلق بشأن الحصول على الماء.

ثالثاً: دعم التعليم

بطريقة أو بأخرى تساهم المياه في تأمين الاستقرار للطلاب ودعم علومهم، فعندما يتوفر الماء بشكل كافٍ، يوفر وقتاً إضافياً للطالب لمزيد من التحصيل العلمي والذهاب إلى المدرسة، بدلاً من الانشغال في جلب المياه لأهله من أماكن بعيدة، يُساعد هذا في تعزيز مستوى التعليم وزيادة معدلات الالتحاق بالمدارس، مما يُساهم في بناء مجتمعات أكثر وعياً واستدامة.

مشاريع جمعية غراس الخير لحفر الآبار

تسعى جمعية غراس الخير الإنسانية إلى تقديم المساعدة للعديد من العائلات المحتاجة في الشمال السوري وعرسال بلبنان من خلال مشاريع حفر الآبار، مركزين أنظارنا على الأماكن الأكثر حاجة لتوفير مياه نظيفة لها.

كان لغراس الخير الإنسانية مشاريع سابقة في حفر الآبار بالشمال السوري ولا سيما في المناطق النائية التي لا تصلها المياه، وتضم ذلك تقديم الدعم الفني والتدريب للسكان المحليين حول كيفية إدارة وصيانة هذه الآبار.

تفضلوا بالاطلاع على الحملات الخيرية في  جمعية غراس الخير الإنسانية، في هذا الرابط

الأسئلة الشائعة

المصادر

إسلام ويب

منظمة IHH التركية

The Water Project