جدول المحتويات

عندما نتحدث عن أبرز العبادات في الإسلام فلا بد من ذكر الصدقة، بما تحمله في طياتها من مثل عليا كالتعبير عن التعاطف والتكافل بين أفراد المجتمع.

ما هي الصدقة؟

والصدقة بمعناها هي تقديم العون والمساعدة للمحتاجين، سواء كان ذلك عبر تقديم المال، أو الطعام، أو الثياب، أو حتى الكلمة الطيبة، فتأتي الصدقة كوسيلة للتقرب إلى الله، وتحقيق الرحمة والمودة بين الناس.

وهو ما دلّ عليه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ” (البقرة: 261)، ما يوضح عظمة أجر المتصدق في الدنيا والآخرة.

أهمية الصدقة في الإسلام

طفل نازح في الشمال السوري يأخذ الطعام من عامل الإغاثة في جمعية غراس الخير الإنسانية

الصدقة تحتل مكانةً عاليةً في الإسلام وتعد من الأعمال التي يحبها الله عز وجل، فهي ليست مجرد وسيلة لتخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين، بل هي أيضًا وسيلة للتزكية والتطهير للنفس.

وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: “ما نقص مال من صدقة“، وهذا يعكس أن الصدقة ليست عبئاً مالياً على المتصدق بل هي سبب للبركة والنماء.

كما أن الصدقة تدفع البلاء وترفع عن المسلم الأزمات وتفتح له أبواب الخير في الدنيا والآخرة.

أفضل أنواع الصدقات

أنواع الصدقات كثيرة ومتنوعة، وكل نوع يحمل في طياته بركات وثواب عظيمين. من بين هذه الأنواع:

1. الصدقة الجارية

الصدقة الجارية هي تلك الصدقة التي يستمر أجرها حتى بعد موت المتصدق، مثل بناء مسجد، أو حفر بئر، أو وقف كتاب علمي.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. فالصدقة الجارية تمثل استثماراً مستمراً في الحسنات والأجر.

طفل يحمل الطعام

 

2. إطعام الطعام

إطعام الطعام يُعد من أفضل الصدقات، لما له من تأثير مباشر على حياة الفقراء والمحتاجين.

وورد في القرآن الكريم أهمية هذا الفعل حيث قال الله تعالى: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيماً وَأَسِيراً” (الإنسان: 8)، فإطعام الطعام يعزز الروابط الاجتماعية ويعكس الرحمة والإنسانية.

3. كفالة اليتيم

لا تقل كفالة اليتيم أهمية عن إطعام الطعام بل هي عمل عظيم، وتعد من أفضل الصدقات عند الله سبحانه وتعالى، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة” وأشار بالسبابة والوسطى.

فهذه الصدقة لا تتجسد  فقط بتوفير الرعاية المادية لليتيم، بل أيضا تحمل المسؤولية الاجتماعية والعاطفية تجاه الطفل الذي فقد والديه.

4. كفالة طالب علم

العلم من أعظم ما يمكن أن يقدمه الإنسان للمجتمع، وكفالة طالب العلم من الصدقات التي تحقق أثراً طويل الأمد، حيث ينتفع المجتمع كله بما يتعلمه الطالب.

وفي دليل على ذلك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة”، ويشمل هذا أيضا دعم التعليم والكتب والمشاريع التي تهدف إلى نشر العلم.

5. سقيا الماء

توفير الماء النظيف للمحتاجين، سواء بحفر الآبار أو بتوفير مياه الشرب، أجره كبير بلا شك، وخصوصاً في الأماكن المقطوعة من المياه التي يضطر أهلها للسير لمسافات بعيدة لإرواء ظمئهم.

طفل يشرب الماء من بئر حفر حديثا في المناطق المتضررة من الحرب في سوريا

وفي هذا الصدد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أفضل الصدقة سقي الماء”، لما له من أثر كبير على حياة الناس، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص المياه.

أثر الصدقة على الفرد والمجتمع

الصدقة لها تأثير عظيم على كل من الفرد والمجتمع

  • على المستوى الفردي: تُطهِّر الصدقة القلب وتزيد من البركة في الرزق وتدفع البلاء.
  • وعلى المستوى المجتمعي: فإنها تعزز من روح التعاون والتكافل، وتقلل من التفاوت الطبقي، وتسهم في تحقيق العدالة المجتمعية، فعندما تنتشر الصدقات، تتعزز الروابط الاجتماعية ويعيش المجتمع في استقرار وأمان.

أفضل وقت للصدقة

1. في الخفاء

من الأفضل تقديم الصدقة في الخفاء لضمان الإخلاص وتجنب الرياء، وقال الله تعالى: “إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ” (البقرة: 271). فالصدقة في السر ترفع من قدر الإنسان عند الله وتضاعف أجره.

2. بعد الذنوب والمعاصي

الصدقة تعتبر وسيلة للتكفير عن الذنوب والخطايا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”، لذلك من المستحب أن يتبع الإنسان ذنوبه بالصدقات للتخفيف من أثرها.

3. في أوقات الحاجة

أفضل الأوقات للصدقة هي عندما يكون المحتاجون في أمسّ الحاجة لفرج من الله، مثل أوقات الأزمات، الحروب، المجاعات، أو الكوارث الطبيعية، في هذه الأوقات، تكون الصدقة أكثر تأثيراً وأجراً.

تبرع بصدقتك للاجئين والمحتاجين

قبل الشروع في التبرع يجب أن يكون المسلم حريصاً في اختيار الفئة الأجدر في الحصول على زكاته، والجهة التي ستساهم في هذا الأمر لضمان وصول التبرع حقاً إلى الفئات الأكثر ضعفاً.

ولضمان وصول الزكاة إلى مستحقيها نحن في جمعية غراس الخير الإنسانية سنأخذ بيدكم في هذا العمل الخيري لأننا:

  • ✅لدينا الخبرة في استهداف الأقل حظاً بعد أكثر من 10 سنوات من الخبرة في العمل الإنساني
  • ✅كان لنا الشرف بإفادة أكثر من 3.1 مليون إنسان
  • ✅نحن الأقرب إلى المحتاجين بحكم عملنا في الشمال السوري، وجنوب تركيا، وعرسال بلبنان، وغزة المحاصرة

تفضلوا بالاطلاع على الحملات الخيرية في  جمعية غراس الخير الإنسانية، في هذا الرابط

الأسئلة الشائعة

ما هي أعظم الصدقات عند الله؟

أعظم الصدقات هي الصدقة الجارية، حيث يستمر أجرها لفترات طويلة حتى بعد وفاة المتصدق. كما أن سقيا الماء وكفالة اليتيم تعدان من أعظم أنواع الصدقات التي يحبها الله.

من أشد أنواع الصدقة قبولا عند الله؟

أشد أنواع الصدقات قبولاً عند الله هي تلك التي تُقدَّم في السر ومن غير رياء، وتلك التي تكون في أوقات الحاجة الشديدة، عندما يكون المتصدق في ضيق أو عندما يحتاج الناس بشدة إلى المساعدة.

 ما هي أفضل صدقة جارية؟

أفضل الصدقات الجارية تشمل بناء المساجد، حفر الآبار، إنشاء المدارس، طباعة الكتب العلمية أو المصاحف، أو أي مشروع يستمر في نفع الناس بعد موت المتصدق.

ما هي الصدقات اليومية؟

الصدقات اليومية قد تشمل إطعام الفقراء، مساعدة المرضى، كفالة الأيتام، تقديم المساعدة للمحتاجين، أو حتى الابتسامة في وجه الآخرين. النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كل معروف صدقة”، مما يعني أن كل فعل إيجابي يُقدم للآخرين يُعد صدقة.

 كيف أتصدق بغير المال؟

الصدقة ليست مقتصرة على المال فقط. يمكن أن تتصدق بتقديم العلم، إرشاد الناس، التطوع في خدمة المجتمع، أو حتى بالكلمة الطيبة والابتسامة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تبسمك في وجه أخيك صدقة”.