زكاة الفطر: تكافل يجمعنا في رمضان
مقدمة
يُعتبر شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للعبادة والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، ومن بين هذه الأعمال التي تُجسد روح التكافل والتراحم بين المسلمين في المجتمع، تأتي زكاة الفطر التي فرضها الإسلام على كل مسلم بالغ راشد. فهي ليست مجرد فريضة مالية، بل هي جسر يمد أوصال المحبة والتعاون بين الأغنياء والفقراء، ليمسح اوجاع المحتاجين ومعاناتهم، ويُدخل الفرحة والبهجة إلى قلوب اطفالهم مع قدوم عيد الفطر.
وفي ظل الأوضاع الصعبة وبعد نهاية حروب طويلة التي عاشها أهلنا في سوريا، تصبح زكاة الفطر أكثر أهمية من أي وقت مضى ولاسيما ان اكثر من 80% من الناس يعيشون تحت خط الفقر وفق إحصائيات أممية ، حيث تساهم زكاة الفطر في سد حاجات الفقراء والمحتاجين، وترفع عنهم وطأة الفقر والجوع، فتمنحهم فرصة ليعيشوا فرحة العيد دون إحساس بالحرمان أو العوز.

زكاة الأرض الزراعية
معنى زكاة الفطر وحكمها
زكاة الفطر هي صدقة واجبة على كل مسلم، صغيرا كان أو كبيرا، غنيا أو فقيرا، بشرط أن يكون لديه ما يزيد عن قوته وقوت عياله في يوم العيد وليلته. وقد شُرعت لتطهير الصائم من اللغو والرفث وتقصيره في رمضان، ولإسعاد الفقراء وإغنائهم عن السؤال يوم العيد يوم فرحة المسلمين، حيث قال رسول الله ﷺ: “أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم” (رواه البيهقي).
وتجب زكاة الفطر من دخول اول يوم رمضان حتى قبل صلاة العيد بعد نهاية رمضان، ويستحب إخراجها قبل صلاة العيد حتى تصل إلى مستحقيها في الوقت المناسب. ويجوز دفعها قبل ذلك بيوم أو يومين لضمان وصولها إلى المحتاجين دون تأخير.
حيث قد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.
مقدار زكاة الفطر وكيفية إخراجها
حدد النبي ﷺ مقدار زكاة الفطر بصاع من الطعام، وهو ما يعادل تقريبًا 2.5 إلى 3 كيلوغرامات من القوت الشائع في البلد، مثل القمح أو الأرز أو التمر أو الشعير.
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا نعطيها في زمن النبي ﷺ صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من إقط أو صاعاً من زبيب.
كما أجاز بعض العلماء إخراجها نقدا، خصوصا إذا كان ذلك أنفع للفقراء والمحتاجين، وهو الرأي الذي تأخذ به كثير من الهيئات والمؤسسات الخيرية اليوم.
ويمكن إخراج زكاة الفطر عبر المؤسسات الخيرية الموثوقة، التي تتولى توصيلها إلى مستحقيها قبل العيد، لضمان تحقيق الهدف من هذه الفريضة المباركة.
زكاة الفطر: رحمة للفقراء في سوريا
تعد سوريا واحدة من أكثر البلدان تضررا بالأزمات والنزاعات، حيث يعاني الملايين من أهلها من الفقر والجوع، ويفتقرون إلى أساسيات الحياة من غذاء ودواء ومأوى. وفي هذه الظروف، تصبح زكاة الفطر شريان حياة للأسر المحتاجة، إذ تساهم في تخفيف معاناتهم وإدخال البهجة إلى قلوبهم مع حلول عيد الفطر المبارك.
عند دفع زكاة الفطر لأهلنا في سوريا، فأنت تُساهم في:
- إطعام الفقراء والمساكين الذين يجدون صعوبةً في توفير قوت يومهم.
- رسم البسمة على وجوه الأطفال الذين ينتظرون العيد بملابس جديدة وفرحة لا تكتمل إلا بشعورهم بالاهتمام والاحتواء.
- دعم الأسر المنكوبة التي فقدت معيلها بسبب الحرب أو النزوح.
- تخفيف أعباء الحياة عن الأرامل والمسنين الذين لا يجدون من يعيلهم.
جمعية غراس الخير توزع زكاة الفطر في سوريا
خلال السنوات الماضية عملت جمعية غراس الخير على تخفيف معاناة الفقراء والعوائل المتعففة المحتاجة ولاسيما في شهر رمضان من خلال توزيع زكاة الفطر على المحتاجين في سوريا. حيث يمكنك التبرع للحملة المباركة من أي مكان بالعالم عبر البطاقة البنكية او بيبال عبر الرابط التالي.
فرحة العيد
الفرحة بالعيد ليست حكر على الأغنياء، بل هي حقٌ لكل مسلم، ولهذا حثّنا الإسلام على التكافل والتراحم، حتى لا يبقى فقير جائع أو محتاج محروم.
عندما تبادر بإخراج زكاة الفطر، فإنك تُساهم في نشر الخير والبركة بين الناس والمجتمع، وتجعل من العيد مناسبة سعيدة للجميع، لا يفرق فيها الفقر بين إنسان وآخر.
لذا، لا تؤجل زكاتك ولا تجعل أحد ينتظر حقه، بل سارع في إخراجها عبر القنوات الموثوقة، لعلها تكون سبب في إدخال السرور على قلب مسلم محتاج، فتفوز بدعواته وتكون من الفائزين برحمة الله وفضله.
الخاتمة
زكاة الفطر ليست مجرد فريضة، بل هي قصة حبّ وتكافل بين أفراد المجتمع المسلم، تذكّرنا بأن العيد لا يكون عيدا حقيقيا إلا إذا عمّت الفرحة جميع القلوب. ولأننا جسد واحد، فمن واجبنا أن نمدّ يد العون لإخواننا في سوريا وفي كل مكان، فنجعل زكاتنا تصل إلى مستحقيها، وتكون وسيلة لإحياء الأمل في النفوس التي أنهكتها الحياة.
فلنكن جميعا سببا في نشر الخير والبركة، ولنغتنم بركات رمضان بإخراج زكاة الفطر لمستحقيها، حتى يكون عيدنا وعيدهم مفعما بالفرح والسعادة.