تأثير النزوح على اللاجئين السوريين والحاجة الملحة للمساكن

النزوح القسري للسوريين بسبب نظام الأسد الطائفي الأكبر في تاريخ العالم المعاصر أدى إلى نزوح أكثر 14 مليون سوري وحصول تغييرات جذرية في حياة ملايين السوريين.

حيث يعيش الكثير من السوريين الآن في ظروف صعبة جداً، سواء في المخيمات أو مساكن مؤقتة تغيب فيها أبسط أساسيات الحياة الكريمة للبشر من بيوت لاتقي حر صيف ولا برد شتاء وغياب خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي وكذلك ندرة وجود المدارس والمراكز الصحية. النزوح يضع ضغطاً نفسياً واجتماعياً على العائلات المهجرة، خاصة الأطفال الذين يعانون من فقدان التعليم والشعور بالأمان.

المساكن ليست مجرد مأوى بل هي العامود الرئيسي لتوفير الاستقرار الاجتماعي والنفسي للاجئين. الحاجة إلى توفير مساكن دائمة ومناسبة للعيش أصبحت حاجة ملحة جداً لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم.

 

لماذا يعد بناء المساكن ضرورياً للاجئين السوريين؟

  1. توفير الاستقرار: المساكن والبيوت الدائمة تساعد اللاجئين على الخروج من حالة التنقل المستمر بين المخيمات والمناطق المؤقتة.
  2. تحسين الظروف المعيشية: المخيمات تعاني من الاكتظاظ البشري ونقص خدمات الحياة الأساسية، مما يجعل بناء منازل دائمة أكثر أماناً وصحية واستدامة.
  3. استعادة الصحة النفسية: امتلاك منزل دائم مستقل يساعد العائلات على استعادة إحساسها بالكرامة والخصوصية والعديد من المشاكل النفسية التي سببتها حياة النزوح واللجوء في المخيمات.
  4. تخفيف العبء على المجتمعات المضيفة: يساهم بناء مساكن مستقلة في تقليل الضغط على البنية التحتية للمجتمعات التي تستضيف اللاجئين خارج أو داخل سوريا.
لضمان حياة كريمة للنازحين "غراس الخير" تنشأ قرية سكنية في شمال سوريا

أنشأت جميعة غراس الخير الإنسانية قرية بلد الخير الكويت السكنية لانتشال أكثر من 100 عائلة من الخيام وإيوائهم في بيوت سكنية تحفظ كرامتهم.

 

التحديات التي تواجه بناء منازل للاجئين السوريين

هناك تحديات كبيرة تواجه السوريين في الحصول على مسكن مناسب، يمكن ذكر أهم التحديات فيما يلي:

  1. التمويل: توفير المال الكافي اللازم لبناء المنازل يمثل تحدياً كبيراً، وخصوصاً للاجئين حيث يعانون من ندرة فرص العمل وأن وجدت فالرواتب متدنية بسبب الاستغلال من الشركات، حيث أنه في أغلب الأحيان تمنع قوانين البلد المضيف عمل الأجانب وتفرض قيود مشددة على تنقلاتهم  .
  2. الملكية القانونية: تحديد الأراضي المتاحة للبناء والتأكد من ملكيتها القانونية قد يكون معقداً.
  3. الوصول إلى المواد: نقص المواد الأساسية للبناء في بعض المناطق المنكوبة التي تعيش حروب أو ظروف اقتصادية غير مستقرة يجعل العمل أكثر صعوبة.
  4. التوترات السياسية: التحديات السياسية والأمنية في بعض المناطق قد تعيق تنفيذ المشاريع، حيث أنه بدون أمن وأمان لا يمكن أن توجد نشاطات إقتصادية.
  5. الاحتياجات الكبيرة: الاحتياجات الكبيرة للاجئين بسبب ظروفهم وعدم الاستقرار تجعل ترتيب الأولويات بالنسبة لهم أمراً صعباً.

 

كيف يتم البناء ولمن تعود ملكية الأراضي والمساكن؟

الجواب على هذا السؤال ليس سهل، يمكن الجواب على السؤال على جزئين كتالي:

  • آليات البناء

    • يتم البناء باستخدام مواد محلية قدر الإمكان لتقليل التكاليف من أسعار المواد وأسعار الشحن بنفس الوقت.
    • يعتمد على تصميمات بسيطة بدون بهرجة  تلبي الاحتياجات الأساسية للعائلات.
    • في بعض الأحيان، تشارك العائلات في البناء لتقليل التكاليف وتعزيز شعورهم بالملكية حيث يتم بناء طابقي وكل عائلة تملك شقة مستقلة بما يوفر تكاليف البناء بشكل كبير وتوفير باقي الخدمات أيضاً بأسعار منخفضة.
  • ملكية الأراضي والمساكن

    • تختلف حسب المنطقة والدولة المضيفة. في بعض الحالات، تملك المؤسسات الإنسانية الأراضي .
    • يتم الاتفاق على شروط الملكية مع الحكومات المحلية وفق القوانين المحلية والدولية لضمان حقوق اللاجئين.
    • في أغلب الأحيان، تُمنح المنازل للاستخدام طويل الأمد وليس للتملك الكامل.

 

من هم المستفيدون من مشاريع بناء المساكن؟

  1. العائلات الأكثر ضعفاً: مثل الأيتام، الأرامل، وكبار السن، الذين يعدون أضعاف فئة المجتمع لعدم قدراتهم على العمل وبالتالي يمكن أن يعيشوا بدون مدخول مادي ثابت.
  2. العائلات التي تعيش في ظروف سيئة: خصوصًا في المخيمات المكتظة، التي سوف يكون صعب جداً للعائلات الكبيرة العيش في هذه الظروف.
  3. ذوو الاحتياجات الخاصة: الذين يحتاجون إلى مرافق خاصة تناسب احتياجاتهم، مما يجعل لهم الأولوية في الحصول على سكن ومنزل يؤمن احتياجاتهم.

 

أين تُبنى المساكن للاجئين السوريين؟

  • مواقع بناء المساكن

يجب أن تكون بالقرب من المناطق التي يعيش فيها اللاجئون حالياً لتجنب المزيد من النزوح والأعباء الإضافية.كما يجب أن تكون مواقع بناء المساكن توفر الوصول السهل إلى الخدمات الأساسية للاجئين كالتعليم والصحة من مدارس ومراكز صحية ومواصلات وغيرها من الخدمات الأساسية التي لاغنى عنها.

  • المعايير والمحددات المطلوبة

    • الأمان من المخاطر الطبيعية كالفيضانات والسيول.
    • البنية التحتية الأساسية متوفرة أو يمكن تطويرها.
    • القرب من مصادر العمل
    •  القرب من وسائل النقل والمواصلات.

 

تبرع لبناء منزل للاجئين وساعدهم على الحصول على حياة كريمة

  • المساهمة في بناء المنازل تساعد في توفير مأوى دائم ومستقر للعائلات التي فقدت كل شيء.
  • يمكن التبرع عبر المؤسسات الإنسانية الدولية والمحلية المعنية بشؤون اللاجئين.
  • تكلفة بناء منزل واحد قد تكون معقولة إذا تم توزيعها على عدة متبرعين.

يمكنكم هنا مشاهدة قرية الخير التي استغرق بناؤها عام كامل من العمل والتعب بهدف منح حياة ومعيشة كريمة للعائلات النازحة في شمال سوريا

تأوي القرية  أكثر من 100 عائلة  نازحة يضم مشروع القرية السكنية عدة مرافق المسجد والمدرسة وبئر مياه، بالإضافة إلى تعبيد الطرقات وتزويد الشقق السكنية في الكهرباء والمياه.

 

عمل على هذا الإنجاز جمعية غراس الخير الإنسانية بالشراكة مع الداعمين الكرماء بهدف تخفيف معاناة العوائل النازحة الفقيرة من خلال نقلهم من الخيام إلى مساكن دائمة تلبي متطلبات الحياة الكريمة

شكرا من القلب❤️  وجزى الله خيراً كل من ساهمة في مساعدات إخواننا المتضررين في المخيمات

 

 

الأسئلة الشائعة

  1. كم عدد النازحين داخلياً في سوريا؟
    • بحسب تقارير الأمم المتحدة، يبلغ عدد النازحين داخليًا في سوريا حوالي 7 مليون شخص نازح. يعيش كثير منهم في ظروف نزوح صعبة.
  2. هل اللاجئين السوريين سوف يعودون لسوريا؟
    • العودة تعتمد على استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا. بينما يعود البعض تدريجيًا، يظل الكثيرون في بلدان اللجوء بسبب غياب الأمن ومقومات الحياة الأساسية للعيش الكريم.
  3. ما هي المشكلات التي تواجه النازحين في المخيمات؟
    • نقص الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.
    • عدم وجود بيوت لهم بسبب الدمار الناتج عن الحرب وسياسة التدمير والتهجير الوحشية المتبعة من النظام الديكتاتوري الحاكم.
    • الاكتظاظ وسوء التهوية في ما تبقى من أبنية وبيوت متهالكة.
    • انتشار الأمراض والأوبئة بسبب الظروف الصحية المتردية وغياب القانون.
    • محدودية فرص التعليم والعمل وانتشار الواسطات والمحسوبيات والرشاوى.

 

خاتمة

بناء المساكن للاجئين السوريين ليس فقط ضرورة إنسانية عاجلة، ولكنه خطوة أساسية نحو إعادة بناء حياتهم وتحقيق الاستقرار لهم ولأسرهم. التكاتف الدولي والمحلي في تنفيذ مشاريع الإسكان سيُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الملايين.

 

مقالات قد تهمك أيضاً :

احتياجات النازحين الأساسية: تحديات ومعالجات لتحسين ظروفهم

غراس الخير تبدأ اتفاقية لإسكان النازحين شمال غربي سوريا

لضمان حياة كريمة للنازحين “غراس الخير” تنشأ قرية سكنية في شمال سوريا