أدت الحرب في سوريا واتباع النظام السوري سياسة الأرض المحروقة، إلى نزوح ملايين السكان من منازلهم وأماكن إقامتهم إلى مناطق أكثر أمانًا داخل الحدود السورية أو خارجها، حيث يعيش الكثيرون منهم اليوم في ظروف صعبة للغاية في مخيمات مؤقتة. ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن الأمم المتحدة (OCHA)، يبلغ عدد النازحين داخليًا في مناطق شمال غربي سوريا حوالي 3.55 مليون نازح، معظمهم يقطنون في إدلب وشمالي حلب. وقدرت المنظمة أن حوالي 1.53 مليون من هؤلاء النازحين يعيشون ضمن مخيمات ومواقع غير رسمية، ويعانون من نقص في الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة، والتدفئة، والبنية التحتية اللازمة للحياة اليومية. ويضاف إلى ذلك التحديات الأمنية الناتجة عن القصف المتكرر للنظام وروسيا وحلفائهم على المناطق المأهولة بالسكان، ولا سيما المخيمات.

المخيمات الموجودة في سوريا

صورة درون لمخيمات الشمال السوري (غراس الخير)

صورة درون لمخيمات الشمال السوري (غراس الخير)

تتوزع المخيمات في عدة مناطق داخل سوريا، خاصة في الشمال والشمال الغربي، كإدلب وريف حلب، حيث تعد هذه المناطق ملجأً للنازحين الفارين من قصف النظام السوري وحلفائه.

كم عدد المخيمات في سوريا؟

وأصدرت الأمم المتحدة إحصائية بيّنت أنه يوجد نحو 1200 مخيم في الشمال السوري، بعضها مخيمات عشوائية تفتقر إلى أساسيات الحياة، ولا تحظى بالدعم الكافي من المنظمات الإنسانية. ويعيش معظم هؤلاء النازحين في مخيمات مكتظة وغير مؤهلة، مما يزيد من حدة الصعوبات التي يواجهونها.

معاناة النازحين في المخيمات

يعيش النازحون السوريون في المخيمات ظروف إنسانية مأساوية، فتفتقر العديد من المخيمات إلى البنية التحتية الملائمة والمرافق الصحية الضرورية، كما يعانون من نقص حاد في المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية. وحذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من أن الظروف المعيشية في المخيمات تؤثر بشكل خطير على صحة النازحين، خاصةً الأطفال والنساء وكبار السن.

أولاً: معاناة النازحين في الشتاء

أطفال نازحون في المخيم

أطفال نازحون في المخيم

  • مع حلول فصل الشتاء، تتفاقم معاناة النازحين نتيجة البرد القارس والأمطار الغزيرة التي تتسبب في تسرب المياه إلى الخيام.
  • عدم وجود وسائل تدفئة الكافية والآمنة، يعتمد الكثيرون على التدفئة البدائية، مما يزيد من خطر الحرائق وتعرض الأطفال للإصابة.
  • تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن آلاف الأطفال النازحين يواجهون خطر الأمراض التنفسية بسبب نقص التدفئة والظروف الصحية المتردية في المخيمات.

ثانياً: معاناة النازحين في مواجهة الأمراض والأوبئة

يعيش النازحون السوريون في بيئة مكتظة وغير صحية، مما يجعلهم عرضة لانتشار الأوبئة والأمراض المعدية مثل التهابات الجهاز التنفسي والإسهال والحصبة. وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن نقص الخدمات الطبية الأساسية يفاقم الوضع، حيث يعاني النازحون من ضعف الوصول إلى العناية الصحية واللقاحات، مما يزيد من انتشار الأمراض بينهم وخاصةً بين الأطفال.

ثالثاً: معاناة النازحين من الجوع

  • تعد المجاعة ونقص الغذاء من أبرز التحديات التي تنغّص حياتهم النازحين كل يوم في المخيمات.
  • وبحسب برنامج الأغذية العالمي (WFP)، فإن نحو 90% من النازحين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية، بيد أن هذه المساعدات غالباً لا تكفي لسد احتياجاتهم الغذائية اليومية، مما يهدد حياتهم وصحتهم.

رابعاً: معاناة النازحين من الفقر وقلة الدخل

امرأة مهجرة تطهو الطعام

امرأة مهجرة تطهو الطعام

يعاني النازحون السوريون في المخيمات من الفقر المدقع وقلة الدخل، ووصلت نسب البطالة في المخيمات لأكثر من 80% وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. بسبب النزوح وتدمير البنية التحتية للبلاد، يفقد النازحون فرصهم للعمل، مما يدفعهم للعيش في حالة من الفقر الشديد والاعتماد على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

خامساً: معاناة النازحين في الحصول على تعليم

  • تشير تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى أن حوالي 40% من الأطفال النازحين في سوريا لا يحصلون على التعليم.
  • يعاني النازحون من نقص كبير المدارس والمعلمين والمستلزمات الدراسية، مما يعيق الأطفال عن مواصلة تعليمهم ويؤثر على مستقبلهم.
  • عدم توفر التعليم المناسب لجميع الأطفال يعرض جيلاً كاملاً لخطر فقدان مهاراتهم وفرصهم المستقبلية ويزيد معدلات الجنح والجريمة.

سادساً: معاناة النازحين من الشعور بالأمان

يعيش النازحون في حالة من القلق والخوف المستمرين نتيجة عدم الأمان، حيث لا تقتصر المخاطر على الظروف المعيشية القاسية فقط، بل تشمل أيضًا العنف والانتهاكات. تعاني المخيمات من ضعف في الحماية، مما يجعلها عرضة للاستغلال والجرائم المختلفة، وهذا يؤثر سلبًا على حالة النازحين النفسية ورفاههم.

ساهم بتقليل معاناة النازحين وتبرع لهم الآن

يظل الدور الذي تلعبه المساعدات الإنسانية حاسمًا في دعم النازحين، الذين يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة. وفي حال نوى أحدنا التبرع، فيجب أن يكون حريصاً في اختيار الجهة الخيرية لتوصل التبرع إلى من يحتاجه فعلاً. ولضمان وصول تبرعاتكم إلى مستحقيها نحن في جمعية غراس الخير الإنسانية سنأخذ بيدكم في هذا العمل الخيري لأننا: ✅نمارس العمل الإنساني منذ أكثر من 10 سنوات ✅ أطلقنا حملة شتاء دافئ 11 خصيصاً للاستجابة لمطالب النازحين في الشمال السوري وعرسال بلبنان وغزة المحاصرة ✅كان لنا الشرف بإفادة أكثر من 3.1 مليون إنسان ✅نحن الأقرب إلى المحتاجين بحكم عملنا في الشمال السوري، وجنوب تركيا، وعرسال بلبنان، وغزة المحاصرة تفضلوا بالاطلاع على الحملات الخيرية في  جمعية غراس الخير الإنسانية، في هذا الرابط

الأسئلة الشائعة

ما هي المشاكل التي يواجهها النازحون في المخيمات؟

يواجه النازحون مشاكل عديدة مثل نقص الغذاء، عدم توفر الرعاية الصحية الكافية، انتشار الأمراض، ظروف معيشية سيئة، وأزمة في التعليم والأمان.

ما هي المخاطر الحياتية في مخيمات النازحين؟

تشمل المخاطر الأمراض والأوبئة، الظروف المناخية القاسية، الفقر والجوع، وفقدان فرص التعليم والأمان.

لماذا سمي النازحون بهذا الاسم؟

النازح هو الشخص الذي يضطر إلى ترك منزله أو منطقته بسبب النزاعات أو الكوارث ولكن يبقى داخل حدود بلده، بينما يُعرف اللاجئ بالشخص الذي يضطر لمغادرة بلده إلى بلد آخر بحثًا عن الأمان.

ما هو الفرق بين النازح واللاجئ؟

النازح يبقى داخل حدود بلده رغم نزوحه من منطقته الأصلية، بينما اللاجئ يغادر بلده بحثًا عن الأمان في دولة أخرى.

من المسؤول عن النازحين؟

تقع المسؤولية على عاتق السلطات المحلية والدولية، والمنظمات الإنسانية التي تعمل على تقديم المساعدات للنازحين، لكن الدعم غالبًا ما يكون غير كافٍ لتلبية جميع الاحتياجات.

المصادر

الأمم المتحدة: OCHA – UNICEF