فوائد الصدقة: باب واسع من الخير والبركة

تعد الصدقة من الأعمال العظيمة في الإسلام، وتحظى بأهمية خاصة ولها آثار جليلة على الفرد والمجتمع.

فهي تعبير عن الرحمة والمودة بين أفراد المجتمع وتساهم في تخفيف الفقر وتعزيز التماسك الاجتماعي.

والصدقة بمعناها الشامل، لا تقتصر على المال، بل تمتد لتشمل كل ما يستطيع المسلم تقديمه من نفع للآخرين.

ما الصدقة؟

الصدقة في اللغة تعني العطاء بدون مقابل، وهي مشتقة من “الصدق” لأنها تعبر عن صدق إيمان المتصدق، بينما تعرف في الشرع، على أنها كل ما يُعطى تقرباً إلى الله تعالى بهدف نيل الأجر والثواب، سواء كان مالاً، طعاماً، أو أي شكل من أشكال المساعدة.

وقد جاءت الكثير من الآيات والأحاديث التي تحث على الصدقة وتبين فضلها. قال الله تعالى في القرآن الكريم:

“الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون” (البقرة: 274).

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا النار ولو بشق تمرة” (رواه البخاري).

فضل وفوائد الصدقة:

للصدقة فوائد عظيمة تعود على الفرد والمجتمع، منها:

أولاً: رفع البلاء

الصدقة تعد من الأسباب التي ترفع البلاء عن المتصدق وعن المجتمع. فقال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم:
“داووا مرضاكم بالصدقة” (رواه البيهقي).

ثانياً: زيادة البركة

يبارك الله في مال المتصدق ويزيده، وهو ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ما نقص مال من صدقة” (رواه مسلم).

ثالثاً: تحقيق التكافل الاجتماعي

الصدقة تساهم في تقليل الفقر والمساعدة في تحقيق التوازن بين الطبقات الاجتماعية. فهي تمد يد العون للفقراء والمحتاجين، مما يخلق حالة من التآلف والتراحم بين أفراد المجتمع.

رابعاً: مضاعفة الأجر والثواب

الله يضاعف الأجر لمن يتصدق بماله. قال تعالى: “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء” (البقرة: 261).

خامساً: تطهير النفس والمال

الصدقة تطهر النفس من الشح والبخل وتطهر المال من الشوائب. قال الله تعالى: “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” (التوبة: 103).

وفي الحديث الشريف قال نبينا الكريم: “بينما رجل يمشي، فاشتد عليه العطش ، فنزل بئراً فشرب منها ، ثم خرج ، فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال : لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي ، فملأ خفّه ثم أمسكه بفيه ، ثم رقي فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له )

سادساً: إطفاء غضب الله

الصدقة من الأمور التي تكفر السيئات وتطفئ غضب الله سبحانه وتعالى.

اختلاف الصدقة عن الزكاة

الزكاة والصدقة تشتركان في كونهما عملين يقربان العبد من الله تعالى، ولكن بينهما اختلافات جوهرية:

• الزكاة فريضة.. والصدقة نافلة:

الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على المسلم عند توفر شروط معينة.

أما الصدقة فهي مستحبة ويمكن أداؤها في أي وقت يناسب المسلم.

• الزكاة لها نصاب محدد

الزكاة يجب أن تكون من مال بلغ نصاباً محدداً واستوفى حولاً كاملاً.

أما الصدقة فلا يوجد لها نصاب محدد، بل يمكن أن تكون بالقليل أو الكثير.

• مصارف الزكاة محددة

حدد القرآن الكريم مصارف الزكاة في قوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا…” (التوبة: 60).

أما الصدقة، فيمكن أن تعطى لأي شخص أو مشروع خيري.

شروط الصدقة

لكي تكون الصدقة مقبولة عند الله عز وجل، يجب توفر بعض الشروط:

أولاً: النية الصادقة

يجب أن تكون الصدقة خالصة لوجه الله تعالى، ولا يكون الهدف منها الرياء أو الحصول على مدح الناس.

ثانياً: أن تكون من المال الحلال

لا تُقبل الصدقة من مال غير حلال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا” (رواه مسلم).

ثالثاً: الإخلاص والسرية

من المستحب أن تكون الصدقة سرية، إلا إذا كان في الإعلان عنها تحفيز للآخرين على فعل الخير.

رابعاً: عدم إلحاق الضرر بالمتصدق

يجب ألا تؤدي الصدقة إلى إفقار المتصدق أو تعرضه للضرر المالي. قال الله تعالى:

“ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا” (الإسراء: 29).

أنواع الصدقة

الصدقة في الإسلام متنوعة، ولا تقتصر على المال، بل تشمل عدة أنواع، منها:

أولاً: الصدقة بالمال

وهي أكثر أنواع الصدقات انتشارًا، وتشمل إعطاء المال للمحتاجين أو المشاريع الخيرية.

ثانياً: الصدقة بالطعام والشراب

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“في كل كبد رطبة أجر” (رواه البخاري)، وهذا يشمل إطعام الفقراء وحتى الحيوانات.

ثالثاً: الصدقة بالجهد

مساعدة الآخرين بالعمل البدني أو المهارات الشخصية تعد من الصدقات.

رابعاً: الصدقة بالعلم

تعليم الناس ونشر المعرفة يعد من أنواع الصدقة الجارية.

خامساً: الصدقة العينية

مثل التبرع بالملابس أو الأدوات أو حتى كتب مفيدة.

أفضل أوقات الصدقة

الصدقة مستحبة في جميع الأوقات، ولكن هناك أوقات تكون فيها مضاعفة الأجر، منها:

• شهر رمضان

حيث يتضاعف الأجر في هذا الشهر المبارك، كما أن هناك علاقة قوية بين الصيام والصدقة.

• يوم الجمعة

حيث يعد يوم الجمعة من أفضل أيام الأسبوع في الإسلام، ومن الأعمال المستحبة فيه الصدقة.

• أوقات الحاجة

عندما تكون هناك حاجة ماسة من المحتاجين، مثل وقت الأزمات والكوارث.

• في الحياة الدنيا

الصدقة في حياة المتصدق أفضل من الوصية بعد الموت، وفي هذا قال نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما سئل “أي الصدقة أفضل؟” فقال: “أن تصدق وأنت صحيح شحيح. صحيح البدن شحيح بالمال ما هو برخيص عند المال ترجو الغنى وتخشى الفقر” (رواه البخاري).

الصدقة في القرآن والسنة

وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبرز أهمية الصدقة، ففي القرآن الكريم نجد أن الصدقة تأتي كمفهوم شامل يشمل الإنفاق على الفقراء والمساكين، إذ قال تعالى:

“إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم” (التغابن: 17).

وفي السنة نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث على الصدقة في كل حين، فقال: “من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب (ولا يقبل الله إلا الطيب)، فإن الله يتقبلها بيمينه” (رواه البخاري).

المشاريع التي يمكنك التبرع لها بصدقاتك لدى غراس الخير:

هذه فرصتكم لكسب الأجر وإكساب الفائد للفئات الأكثر ضعفاً في مخيمات الشمال السوري ومخيمات عرسال بلبنان، فعن طريق جمعية غراس الخير الإنسانية يمكنكم ذلك.

تمارس غراس الخير العمل الإنساني منذ أكثر من 10 سنوات، وكان لنا الشرف بإفادة أكثر من 3.1 مليون إنسان في الشمال السوري، وجنوب تركيا، وعرسال، وغزة المحاصرة.

تفضلوا بالاطلاع على الحملات الخيرية في  جمعية غراس الخير الإنسانية، في هذا الرابط

الأسئلة الشائعة

المصادر

إسلام ويب

شبكة الألوكة