زكاة الذهب.. ما هي ولمن تعطى وما محظوراتها؟

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة واجبة على كل مسلم قادر، تأتي بعد الشهادتين والصلاة، وتسبق الصوم والحج.

 في العموم، تتعلق الزكاة بتنقية المال وزيادة بركته من خلال إخراج نسبة معينة منه للفقراء والمحتاجين، فلا يجب على المسلم أن ينظر لفريضة الزكاة كواجب مالي، بل هي تعبير عن الشكر لله وتطهير للنفس والمال، وتعزز التكافل الاجتماعي وتكرّس فكرة الإحساس بالفقراء، وتقوي الروابط بين المسلمين، ناهيك عن أنها تحارب صفات البخل والشح في النفس البشرية.

 

 وبتسليط الضوء على زكاة الذهب، فهي جزء من الزكاة العامة، يتزكى المسلم فيها بنسبةٍ من الذهب الخالص الذي يملكه، ولهذا شروط عدة سنتناولها في السطور المقال القادمة.

 

وفي حديث ابن عمر، أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم  قال: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة”، أخرجه مسلم.

 

زكاة الذهب لماذا ننفقها؟

من الطبيعي أن يدخل الذهب في زكاة المال لأنه يمتلك صفتين:

• قيمة عالية 

يعد الذهب من الأموال التي تملك قيمة مادية عالية، ويحتفظ به الناس عادة كوسيلة لحفظ الثروة والادخار. 

• مستقر وقابل للنماء 

من الصفات الآمنة في الذهب أنه يدخل في الأصول القابلة للنماء، ناهيك عن امتيازه بصفة الاستقرار والثبات عبر الزمن، لذلك يدخل ضمن نطاق الأموال التي تجب فيها الزكاة.

 

 

ما هو نصاب الزكاة وشروطه؟

نصاب الزكاة هو الحد الأدنى من المال الذي يجب أن يمتلكه الشخص حتى يكون عليه إخراج الزكاة.

بالنسبة لنصاب الذهب، فهو 85 جراماً من الذهب الخالص. 

بمعنى آخر، إذا كان الشخص يملك 85 جراماً أو أكثر من الذهب، ومرّ على امتلاكه لهذا المقدار سنة هجرية كاملة (حال عليه الحول)، فإنه يصبح ملزماً بإخراج الزكاة على هذا المقدار من الذهب.

ومن هذا يتمخض لدينا 3 شروط أساسية لجواز الزكاة من الذهب المدخر:

•  النصاب

 ألا يقل مقدار الذهب عن النصاب (85 جراماً من الذهب الخالص)، وإذا تم بيع الذهب أو جزء من نصابه قبل مرور الحول، فلا زكاة عليه.

 وإن تبرع أحدٌ (الوالد أو الأخ أو الزوج أو غيرهم) بإخراج الزكاة عنك جاز ذلك وكان مأجوراً مثاباً

• حولان الحول

مرور سنة هجرية كاملة على امتلاك النصاب

• الملكية الكاملة

أن يكون الذهب مملوكاً بشكل كامل للشخص الذي يخرجه، وأن يكون حلالاً في طريقة كسبه

 

متى يجب دفع الزكاة على الذهب؟

يجب دفع الزكاة على الذهب عندما يتحقق النصاب ويحول عليه الحول.

إذا كان الشخص يمتلك النصاب (85 جراماً أو أكثر من الذهب الخالص) ومرت عليه سنة هجرية كاملة، فإنه يصبح ملزماً بدفع الزكاة، وإذا تم بيع الذهب أو جزء منه قبل مرور الحول، فلا زكاة عليه. 

 

كيفية حساب زكاة الذهب

 بعد التأكد أن الذهب يساوي أو يتجاوز النصاب، يجب حساب الزكاة.

 تقدر الزكاة بـ 2.5% من قيمة الذهب، ويجب مراعاة الخطوات الآتية:

وزن الذهب

قم بوزن الذهب الذي تملكه باستخدام ميزان دقيق.

تحديد العيار

• عيار 24

هو الذهب الخالص.

• عيار 21

يحتوي على 87.5% ذهب و12.5% شوائب

• عيارات أخرى

يجب تحويل وزنها إلى ما يعادل الذهب الخالص لتحديد نصاب الزكاة.

ويحسب الذهب الخالص (عيار 24) بضرب وزن ذهب الزكاة بـ0.025 

 

زكاة الذهب عيار 21.. احذر!    

الذهب عيار 21 ليس ذهباً خالصاً، وإذا كان من الذهب التي تجب زكاته، فإنه لا تجب الزكاة إلا في الخالص منه إذا بلغ 85 غراماً.

وطريقة معرفة الخالص تكون بضرب عدد الجرامات في العيار (21 قيراط)، وقسمة الناتج على 24

وفي مثال على هذا، لو كان لدينا 200 جرام من الذهب عيار 21 فالخالص منه هو 175 غرام

هل زكاة الذهب الملبوس واجبة؟

في هذا الإطار يأخذ الذهب الملبوس منحىً خلافياً بين جمهور الفقهاء، وهناك اختلاف في الآراء بين المذاهب الإسلامية:

• المالكية والشافعية والحنابلة

 بالنسبة لهذه المذاهب الثلاثة، فإن الذهب الملبوس الذي يُستخدم للزينة الشخصية ولا يُعد للادخار أو الاستثمار لا تجب فيه الزكاة، بغض النظر عن قيمته. 

وأرجعوا سبب ذلك إلى أن هذا النوع من الذهب يصنف من الحاجات الأساسية ولا يعد من الأموال النامية التي تستوجب الزكاة.

• الحنفية

بينما أخذ الحنفية بوجوب الزكاة على الذهب الملبوس إذا بلغ النصاب ومر عليه الحول، سواء كان للزينة أم لا، لأنهم يرون أن الزكاة تجب في كل ذهب أو فضة قابل للنماء.

 

 

من تجب عليه زكاة الذهب؟

زكاة الذهب تجب على كل مسلم بالغ عاقل يمتلك نصاب الذهب، ومر عليه الحول. 

وحسب المذهب الذي يتبعه المسلم يتبرع بزكاة المال عن الذهب الملبوس أو لا بحسب ما شرحنا في الأعلى

من يستحق زكاة الذهب؟

الذين يستحقون زكاة الذهب هم الأصناف الثمانية المذكورون في القرآن الكريم في سورة التوبة: الفقراء، المساكين، العاملون عليها، المؤلفة قلوبهم، في الرقاب، الغارمون، في سبيل الله، وابن السبيل. 

 

 

5 لا تجوز زكاة الذهب إليهم!

أولاً: آل سيدنا محمد ﷺ وبني هاشم ومواليهم

استثنى الإسلام آلُ بيتِ رسوله الله ﷺ وأحفاده من أموال الزكاة، فقال أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ وَإِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَلاَ لآلِ مُحَمَّدٍ”، صحيح مسلم.

ثانياً: الأشخاص المنتجون المتراخون

لا تدفع الزكاة إلى القادرين على العمل والإنتاج واكتساب المال ولكنهم عاطلون عن العمل كسلاً وتراخياً، في حين يمكن دفع الزكاة على من لا يكفيه مصروفه رغم التزامه بالعمل، فيدخل حينها بحُكم الفقير والمسكين.

ثالثاً: الأغنياء

عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تَحِلُّ الصَّدقة لغنيٍّ، ولا لِذي مِرَّةٍ سَويٍّ”، صحيح أبي داود.

رابعاً: الكفار

أجمع جمهور الفقهاء وفقاً للكتاب والسنة على عدم جواز إعطاء الكافر من مال الزكاة

خامساً: من تجب عليهم النفقة

لا يجوز إعطاء مال الزكاة لمن وجبت عليك نفقتهم وهم:

• الأب والأُم والأجداد
• الزوجة والأولاد
• الأُخت التي مات زوجها ووالدها

 

 إليكم السبيل لإخراج زكاة الذهب

 لا شك أن سبل دفع زكاة الذهب في وقتنا الحالي كثيرة، ولكن يمكنكم الوثوق بجمعية غراس الخير الإنسانية التي تعمل في المجال الإنساني منذ أكثر من 10 سنوات، والتي كان لها الشرف بإفادة أكثر من 3.1 مليون إنسان في الشمال السوري وعرسال بلبنان وغزة المحاصرة.

وعليه ندعوكم لكسب أو إكساب أنفسكم الثواب العظيم من زكاة الذهب، وذلك بالاطلاع على الحملات الخيرية في جمعية غراس الخير الإنسانية،

 

 

الأسئلة الشائعة

المصادر

موقع “إسلام ويب”

موقع ابن باز 

الإسلام سؤال وجواب