تعتبر الصدقة من أعظم الأعمال التي يحث عليها الإسلام لما تحمله من معاني الخير والعطاء والتكافل الاجتماعي. فهي جسر يصل بين الأغنياء والفقراء، ويعمل على تقليل الفجوة الاقتصادية وتعزيز روح التضامن في المجتمع.

تتعدد أنواع الصدقات لتشمل المفروضة والتطوعية، وكل نوع منها له فضل عظيم وأثر كبير في حياة الناس.

في هذا المقال، سنتناول كلًا من الصدقات المفروضة والتطوعية وأهمية كل نوع منها، وكيف يمكن للمسلم أن يساهم في تحسين حياة الآخرين من خلال العطاء.

 

 

ما هي الصدقة المفروضة؟

الصدقة المفروضة، التي تُعرف أيضًا بالزكاة، هي ركن أساسي من أركان الإسلام. فرض الله على كل مسلم بالغ عاقل يمتلك النصاب دفع زكاة ماله بعد مرور سنة كاملة على امتلاكه.

تتنوع الأموال التي تجب فيها الزكاة لتشمل: النقود، الذهب، الفضة، الأنعام، والغلات الزراعية. تبلغ نسبة الزكاة المفروضة 2.5% من الأموال التي بلغت النصاب. تُصرف الزكاة في مصارف محددة كما ورد في قوله تعالى:

“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ” (التوبة: 60).

تعتبر الزكاة وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع، حيث تساهم في سد احتياجات الفقراء والمحتاجين، وتمكينهم من العيش بكرامة.

 

 

ما هي الصدقة التطوعية؟

الصدقة التطوعية هي تلك التي يتبرع بها المسلم بإرادته الحرة، دون أن تكون مفروضة عليه. تختلف الصدقة التطوعية عن المفروضة في أنها غير محددة بقيمة معينة، ويجوز للمسلم أن يقدمها في أي وقت وحسب استطاعته.

تشمل الصدقات التطوعية أشكالًا متعددة من العطاء، مثل المال، الطعام، الملابس، أو أي شكل من أشكال المساعدة التي تهدف إلى تحسين حياة الآخرين.

تتميز الصدقة التطوعية بأنها تقرب المسلم من الله وتحقق الفضل في الدنيا والآخرة. كما أنها تسهم في تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين وتوفير الراحة النفسية للكافلين.

 

 

أنواع الصدقة النافلة (التطوعية)

الصدقة التطوعية تشمل العديد من الأشكال التي تعكس تنوع طرق الخير والعطاء. من أهم أنواع الصدقة النافلة:

 

1. إطعام الطعام

إطعام الطعام هو أحد أعظم أنواع الصدقات التي حث عليها الإسلام. جاء في القرآن الكريم:

“وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا” (الإنسان: 8).

إطعام الطعام ليس مجرد سد حاجة جسدية، بل هو تعبير عن الرحمة والرغبة في تقديم العون للآخرين. يمكن أن يكون ذلك عبر التبرع بالوجبات، أو إقامة موائد لإطعام الفقراء والمحتاجين. هذه الصدقة تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع ككل.

 

2. المساهمة في بناء مسجد أو مدرسة

المساهمة في بناء مسجد أو مدرسة تُعد من أعظم أنواع الصدقة الجارية، حيث يمتد نفعها للأجيال القادمة. بناء المساجد يعزز من نشر الشعائر الإسلامية، بينما تساهم المدارس في توفير التعليم للأجيال القادمة. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة” (رواه البخاري).

 

3. المساهمة في زراعة الأشجار

زراعة الأشجار تُعد من الأعمال المباركة التي تعتبر صدقة جارية. الأشجار توفر الثمار، الظل، وتسهم في تحسين البيئة. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة” (رواه مسلم).

 

4. كفالة اليتيم أو طالب علم

كفالة اليتيم من أفضل الصدقات التي يمكن أن يقدمها المسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” وأشار بالسبابة والوسطى (رواه البخاري).

كذلك، يُعتبر دعم طالب العلم من الصدقات التي تستمر فائدتها على المدى الطويل. فكفالة طالب العلم تسهم في بناء مستقبله وتقديمه للمجتمع كشخص مُنتج وفعّال.

 

5. سقيا الماء وحفر بئر مياه

توفير الماء النظيف للناس هو أحد أعظم أعمال الخير التي يدوم نفعها. قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“أفضل الصدقة سقي الماء” (رواه أحمد).

حفر بئر مياه في المناطق التي تعاني من الجفاف أو نقص المياه يعد من أعظم أنواع الصدقة الجارية التي تدر نفعًا على الأجيال القادمة.

 

أفضل الصدقات الصدقة الجارية

الصدقة الجارية تُعتبر من أفضل أنواع الصدقات لأنها تستمر في جلب الأجر والثواب حتى بعد وفاة الشخص. تشمل الصدقة الجارية العديد من الأعمال التي تظل تقدم نفعًا طويل الأمد للمجتمع. من أمثلة الصدقة الجارية:

  1. بناء المساجد: تظل المساجد قائمة لقرون وتخدم المجتمع في إقامة الصلاة وتعليم الدين.
  2. حفر الآبار: يضمن توفير الماء النظيف للناس لفترات طويلة.
  3. إنشاء المدارس والمستشفيات: تساهم في نشر العلم وتوفير الرعاية الصحية للمحتاجين.
  4. زراعة الأشجار: تساعد في تحسين البيئة وتوفير الغذاء والظل.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

“إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (رواه مسلم).

 

تبرع صدقتك الآن للنازحين والمهجرين بدعم مشاريع غراس الخير

في ظل الأزمات العالمية التي أدت إلى نزوح وتهجير ملايين الأشخاص، أصبح التبرع للنازحين والمهجرين ضرورة ملحة. جمعية “غراس الخير الإنسانية” تعمل بجد لتقديم الدعم للمحتاجين، من خلال توفير الغذاء والماء والمأوى للفئات الأكثر تضررًا. التبرع لهذه المشاريع يُعد صدقة جارية تساهم في تخفيف معاناة هؤلاء الأشخاص وتمنحهم فرصة للحياة بكرامة.

تبرع الآن وساهم في دعم مشاريع “غراس الخير” لتكون جزءًا من تحقيق التغيير وتحسين حياة النازحين والمهجرين.

 

وفي الختام

الصدقة ليست مجرد واجب ديني، بل هي وسيلة فعالة لتحقيق التكافل الاجتماعي وتعزيز روح التضامن بين أفراد المجتمع. سواء كانت الصدقة المفروضة أو التطوعية، فهي تلعب دورًا كبيرًا في تحسين حياة الناس وتقليل معاناتهم. إن تقديم الصدقة يمنح المسلم الفرصة لجني الأجر في الدنيا والآخرة. يمكنك الآن أن تكون جزءًا من هذا العطاء من خلال التبرع عبر جمعية “غراس الخير الإنسانية” والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للمحتاجين.

 

الأسئلة الشائعة

ما هي أنواع الصدقات؟

أنواع الصدقات تشمل الزكاة المفروضة، الصدقة الجارية، والصدقة التطوعية. ويمكن أن تكون الصدقة على شكل أموال، طعام، أو دعم للمشاريع الخيرية.

ما هي الصدقات التي يحبها الله؟

الصدقات التي يحبها الله هي تلك التي تُقدَّم من مال حلال وبإخلاص. ومن أفضل الصدقات: سقي الماء، كفالة اليتيم، والصدقة الجارية.

ما هي الصدقات غير المال؟

تشمل الصدقات غير المال إطعام الطعام، كسوة الفقراء، المساهمة في بناء المساجد أو المدارس، وزراعة الأشجار.

من أمثلة الصدقة؟

من أمثلة الصدقة: التبرع بالمال، إطعام الجياع، حفر بئر، كفالة اليتيم، والمساهمة في توفير العلاج للمحتاجين.
تبرع الآن لجمعية "غراس الخير الإنسانية" وساهم في إحداث فرق في حياة النازحين والمهجرين!