تعيش سوريا أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ عام 2011 صنفت كواحدة من أكبر الأزمات في القرن 21، فباختيار النظام السوري حرق البلد بدلاً من الاستجابة للمطلب الشعربي أصبحت البلاد أنقاضاً وتشرد الملايين في مخيمات النزوح على الأطراف الشمالية من الخريطة السورية.

كلها مفرزات جعلت السكان يعيشون أوضاع إنسانية صعبة وظروف معيشية قاسية، لا سيما الأطفال الذين يعتبرون الفئة الأكثر تضرراً، فهؤلاء فقدوا منازلهم، وعائلاتهم، وفرصهم في الحصول على تعليم ورعاية صحية مناسبة.

 

لماذا يجب التبرع لسوريا؟

مع طول أمد أزمة السوريين وبعد أن خفَت صداهم إعلامياً، نسيهم العالم وحتى المنظمات الدولية انسحبت تدريجياً من مهمة عونهم.

فعلى الرغم من طول أزمتهم، فإن ظروفهم القاسية لا تزال تستوجب التفاتة إنسانية، وعوزهم لمقومات الحياة الأساسية تزداد إلحاحاً يوماً بعد آخر.

 

أزمة إنسانية حادة

التبرع لسوريا، وخصوصاً لأطفالها النازحين، ليس مجرد عمل خير، بل هو واجب إنساني يجب أن يتحمله كل من يمتلك القدرة على المساعدة.

فهؤلاء الأطفال يحتاجون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم، ولكن أكثر من ذلك، يحتاجون إلى أمل في مستقبل أفضل.

وبحسب تقارير منظمة الأمم المتحدة لحقوق اللاجئين، يعاني نسبة كبيرة من الأطفال في شمال سوريا من سوء التغذية والجوع نتيجة سنوات طويلة من الصراع وتدهور الوضع الاقتصادي الذي ضربه الزلزال المدمر في فبراير، شباط 2023 الضربة القاضية، وسط الغياب الأممي عن المشهد.

وقدرت UNHCR أن حوالي 28% من الأطفال في بعض المناطق يعانون من التقزم، وهو نتيجة سوء التغذية المزمن.

كما ارتفعت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال بشكل كبير، مسجلةً زيادة بنسبة 48% بين عامي 2021 و2022.

هذه الظروف جعلت ما يقرب من 3.75 مليون طفل في سوريا بحاجة ماسة إلى مساعدة غذائية.

وفي تقرير آخر للأمم المتحدة، يوجد أكثر من 13.1 مليون شخص داخل سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، منهم 6.1 مليون شخص نازحون داخلياً.

بالإضافة إلى ذلك، يعيش النازحون في ظروفٍ مزرية، حيث تفتقر المخيمات إلى الحد الأدنى من الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية.

كل هذه الظروف تجعل التبرع أمراً ضرورياً لتلبية الاحتياجات الملحة للسكان المتضررين.

 

 

بنية تحتية مدمرة

الحرب السورية لم تؤدِ فقط إلى نزوح الملايين، بل دمرت أيضاً البنية التحتية الأساسية للبلاد. كالمدارس، والمستشفيات، والطرق، وشبكات المياه والكهرباء التي تضررت بشدة أو دُمرت بالكامل.

وفي بعض المناطق، يعيش الناس بدون كهرباء أو ماء نظيف لفترات طويلة، مما يعرضهم لأمراض وأوبئة تهدد حياتهم.

 

أطفال أيتام

الأطفال الأيتام يمثلون واحدة من أكثر الفئات هشاشة في سوريا، فالحرب لم تحرم هؤلاء الأطفال فقط من منازلهم، بل منحتهم حياة مليئة بالحزن والقسوة بعد أن فقدوا آباءهم وأمهاتهم (الداعمين الأساسيين).

ووفقاً للتقديرات فإن عشرات الآلاف من الأطفال السوريين أصبحوا أيتامًا بسبب الحرب، ويعتمدون الآن بشكل كامل على المساعدات الإنسانية والمؤسسات الخيرية.

 

 

يحتاج هؤلاء الأطفال إلى رعاية خاصة تشمل الدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى توفير الأساسيات مثل الغذاء، الملابس، والتعليم.

لذلك التبرع للأطفال الأيتام في سوريا يعني منحهم فرصة لبداية جديدة، ومساعدتهم على تجاوز الصدمات النفسية التي تعرضوا لها.

 

مستقبل مجهول

الاستثمار في هؤلاء الأطفال من خلال التبرع ليس مجرد تحسين لحياتهم الحالية، بل هو استثمار في مستقبل سوريا.

في ظل المعطيات الحالية فإن مستقبل الأطفال النازحين في سوريا ليس مبشراً ولا يزال مجهولاً وغير مضمون، مع غياب أي ضمانات لحياة كريمة أو فرص مستقبلية.

كل طفل يحصل على فرصة التعليم، والرعاية الصحية، والغذاء المناسب، لديه فرصة لبناء مستقبل أفضل لنفسه ولمجتمعه، ولكن من دون الدعم الإنساني، يبقى هؤلاء الأطفال عالقين في دوامة من الفقر والجهل والعوز.

 

أطفال بلا تعليم

تقدر نسبة الأطفال في سن الدراسة الذين تركوا التعليم في شمال غرب سوريا، بحوالي 318 ألف طفل (55% من الأطفال)، وأوضحت منظمة أنقذوا الطفولة في العالم أن هذا التسرب يُعزى إلى الفقر الذي يدفع الكثير من الأطفال للعمل لدعم أسرهم، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 870 مدرسة، مما يعوق قدرة الأطفال على الالتحاق بالتعليم​.

وفي ضوء هذه الأرقام، يعد التعليم أحد أهم العناصر الأساسية التي حرمت منها أجيال كاملة من الأطفال السوريين، فبحسب الأمم المتحدة فإن أكثر من 2.5 مليون طفل سوري محرومون من التعليم، وأن العديد من المدارس إما دمرت أو أصبحت غير آمنة للاستخدام.

الأطفال الذين لا يتلقون التعليم يتعرضون للاستغلال، وقد يصبحون عرضة للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة أو استغلالهم في أعمال قسرية.

ومن أكبر مخاطر الحرمان من التعليم، هي ليست خسارة فرصة الحصول على مستقبل أفضل فحسب، بل أيضًا خطر الانجرار نحو الجهل والتطرف والعنف.

وعليه فإن التبرعات التي تخصص لدعم مشاريع التعليم في سوريا تسهم في بناء جيل قادر على النهوض بسوريا مستقبلاً. بناء مدارس جديدة، توفير لوازم تعليمية، ودعم المعلمين من خلال برامج تدريبية هي أمثلة على كيفية استخدام التبرعات لتعزيز التعليم في المناطق المتضررة.

 

كيف يمكنك التبرع؟

بعد أن فهمنا مدى خطورة الأزمة الإنسانية في سوريا وتأثيرها على الأطفال، يمكننا استعراض الطرق المتاحة للتبرع ودعم النازحين.

هناك عدة طرق للتبرع:

 

التبرع المالي

التبرع بالمال هو الطريقة الأكثر فعالية لدعم النازحين السوريين والأطفال المتضررين، كما تتيح للمؤسسات الخيرية والمنظمات الإنسانية تقديم المساعدات على اختلاف نوعها (شراء المواد الغذائية والأدوية، وتجهيز المدارس، وتأمين المأوى للعائلات النازحة…).

كما أن التبرع المالي يمنح المنظمات المرونة للتصرف بسرعة وتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً.

 

التبرع بالمواد العينية

بالإضافة إلى التبرع المالي، يمكنك التبرع بالمواد العينية مثل:

  • الملابس

العائلات النازحة تحتاج إلى ملابس، خصوصاً مع تغير الفصول واحتياج الأطفال إلى ملابس ثقيلة في فصل الشتاء.

  • الأغذية

يمكنك التبرع بمواد غذائية غير قابلة للتلف مثل الأرز، الحبوب، والمعكرونة.

  • الأدوية والمستلزمات الطبية

المستشفيات في سوريا تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.

  • لوازم تعليمية

الأطفال بحاجة إلى كتب ودفاتر وأقلام للعودة إلى مدارسهم ومتابعة تعليمهم.

 

التطوع

إذا كنت لا تستطيع التبرع مالياً أو مادياً، يمكنك التطوع بوقتك وجهدك لدعم النازحين السوريين.

العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية تحتاج إلى متطوعين للمساعدة في توزيع المواد الغذائية، وتقديم الدعم النفسي للأطفال، أو العمل في حملات التوعية لجمع التبرعات.

التطوع لا يقتصر فقط على العمل الميداني، بل يمكنك أيضاً التطوع عبر الإنترنت للمساعدة في تنظيم حملات تبرع أو نشر الوعي بالقضية.

 

نشر الوعي

نشر الوعي حول أزمة النازحين في سوريا هو شكل آخر من أشكال المساعدة.

فيمكن لكل فرد من منزله المشاركة في حملات إعلامية، ونشر المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتحدث مع الآخرين حول القضية، ما من شأنه أن يحفز المزيد من الناس على التبرع والمساعدة.

فكلما زاد الوعي بحجم الأزمة ومعاناة الأطفال، زادت فرص جمع التبرعات وتقديم المساعدات.

 

مشاريع غراس الخير التي تنتظر دعمك وتبرعاتك

يمكنكم التبرع للمحتاجين عبر جمعية غراس الخير الإنسانية التي تمارس العمل الإنساني منذ أكثر من 10 سنوات، والتي كان لها الشرف بإفادة أكثر من 3.1 مليون إنسان في الشمال السوري وعرسال بلبنان وغزة المحاصرة.

فلما لا نكسب مزيداً من الثواب والأجر بالتبرع لهذه الفئة المنسية والمعدمة؟

تفضلوا بالاطلاع على الحملات الخيرية في  جمعية غراس الخير الإنسانية، في هذا الرابط

 

 

الأسئلة الشائعة

أين يمكنني التبرع لسوريا؟

هنالك العديد من المنظمات المحلية والدولية العاملة في سوريا، ومنها جمعية غراس الخير، بإمكانك التبرع للمشروع الذي تريده وتدعمه بشكل مباشر.

كيف يمكنك مساعدة سوريا؟

يمكنك مساعدة سوريا عن طريق التبرع لدعم النازحين والمهجرين لتغيير حياتهم للأفضل

كيفية التبرع بالملابس لسوريا؟

هنالك العديد من الجهات والجمعيات والمنظمات الغير هادفة للربح تجمع تبرعات عينية أو نقدية من أجل إرسالها للنازحين في الشمال السوري أو المهجرين إلى دول الجوار.

المصادر

  • الأمم المتحدة
  • UNHCR
  • Save the Children International
  • وسائل إعلام سورية
  • المرصد السوري لحقوق الإنسان