عند الحديث عن مفهوم الزكاة يطرأ إلى أذهاننا في الغالب الزكاة بالمال، أو الزكاة بالذهب والفضة، ولكن يوجد خيارات أخرى يمكننا إخراج الزكاة من خلالها.

ففي العصر الحديث استجدت طرق جديدة في سبيل العمل الخيري وظهر صنف جديد للزكاة، وهو “الزكاة بالأسهم”، وذلك لأن الأسهم تمثل ملكية الشخص في شركة ما، وتعد من الأموال النامية التي تحقق أرباحاً لصاحبها وهو ما يستوفي شروط الزكاة الأساسية. 

التعريف بزكاة الأسهم

زكاة الأسهم هي الزكاة الواجبة على من يمتلك أسهماً في شركة، والأسهم تمثل نصيباً في رأس مال الشركة.

تعتبر الأسهم من الأموال النامية لأثرها الفعال في زيادة أرباح أصحابها، ولذا فإنها تخضع للزكاة إذا تحققت فيها الشروط الشرعية.

يشترط لوجوب الزكاة على الأسهم أن يبلغ مجموع قيمة الأسهم النصاب الشرعي وهو 85 جراماً من الذهب أو ما يعادله من العملات، وأن يحول عليها الحول (سنة هجرية كاملة).

تجب الزكاة على الأسهم التي يقصد بها الاستثمار بهدف الربح، سواء كانت في شركات صناعية أو تجارية أو عقارية، وتختلف طريقة احتساب الزكاة حسب نوع الأسهم والغرض من امتلاكها.

الضوابط الشرعية لزكاة الأسهم

هناك عدد من الضوابط الشرعية التي تحكم زكاة الأسهم وتوضح متى يجب إخراج الزكاة عنها وكيفية حسابها: 

أولاً: نظافة المال

يجب على المسلم أن يتحرى في معاملاته الشرع، فلا يجوز له أن يساهم في شركة تكون معاملاتها محظورة شرعاً، لأنه بمساهمته فيها يكون شريكاً بمقدار ما يملكه من أسهم، ويحرم على المسلم المشاركة في أي عمل فيه محظور شرعي ولو كان في بلاد غير إسلامية، لأن ما يحرم على المسلمين في ديارهم يحرم عليهم في ديار غيرهم.

ثانياً: النية والغرض من امتلاك الأسهم

إذا كانت الأسهم مملوكة بغرض التجارة والبيع، فإن الزكاة تكون على قيمة الأسهم نفسها مع الأرباح المحققة. أما إذا كانت الأسهم مملوكة بغرض الاحتفاظ بها والحصول على أرباح فقط، فيتم إخراج الزكاة عن الأرباح فقط، وذلك في حال عدم بيع السهم.

ارتفاع قيمة الأسهم (تعبيرية)

ارتفاع قيمة الأسهم (تعبيرية)

ثالثاً: تحقق النصاب

يشترط لوجوب الزكاة أن يبلغ المال النصاب، وهو ما يعادل 85 جراماً من الذهب.

لذا يجب على المستثمر مقارنة قيمة أسهمه (أو الأرباح المتحققة منها) مع هذا النصاب لتحديد وجوب الزكاة.

رابعاً: مرور الحول

يجب أن يمر حول كامل (سنة هجرية) على ملكية الأسهم لتجب الزكاة عليها. فإذا كانت الأسهم قد امتلكت لمدة أقل من الحول، فلا تجب الزكاة حتى يكتمل الحول.

خامساً: زكاة رأس المال والأرباح

إذا كانت الأسهم مملوكة للتجارة، فالزكاة تكون على قيمة الأسهم نفسها، أما إذا كانت مملوكة للربح والاستثمار فقط، فالزكاة تكون على الأرباح المحققة.

طرق حساب زكاة الأسهم

طريقة حساب زكاة الأسهم تعتمد على نوع الأسهم والغرض من امتلاكها، وعليه يمكن تقسيم الأسهم إلى نوعين رئيسيين:

  • الأسهم المعدة للتجارة (أسهم المضاربة) 

إذا كانت نية المستثمر هي بيع الأسهم عند ارتفاع قيمتها، فإن هذه الأسهم تعد من عروض التجارة، لذلك يتم حساب الزكاة على أساس القيمة السوقية للأسهم في نهاية الحول.

ويتم إخراج 2.5% من إجمالي قيمة الأسهم والأرباح المحققة.

مثال إذا كان شخص يملك أسهماً قيمتها 100,000 دولار في نهاية الحول، وكان حصل على أرباح قدرها 10,000 دولار ضمن هذا الحول، فإنه يخرج الزكاة كالآتي:

كيفية حساب أسهم التجارة

كيفية حساب أسهم التجارة

  • الأسهم المعدة للاستثمار (أسهم الاحتفاظ)

إذا كانت نية المستثمر الاحتفاظ بالأسهم للحصول على الأرباح فقط، فلا تجب الزكاة على قيمة الأسهم نفسها، بل على الأرباح المتحققة منها فقط ويتم إخراج 2.5% من الأرباح كالتوضيح الآتي:

كيفية حساب أسهم الاستثمار

كيفية حساب أسهم الاستثمار

مواعيد إخراج زكاة الأسهم

الزكاة على الأسهم تصبح واجبة بعد مرور سنة هجرية كاملة (الحول) من تاريخ امتلاك الأسهم أو من تاريخ الحصول على أول أرباح منها، فتحسب الزكاة في نهاية الحول على أساس قيمة الأسهم السوقية أو الأرباح المتحققة خلال تلك الفترة.

وعليه يجب على المسلم أن يتحرى الدقة في معرفة قيمة الأسهم والأرباح في نهاية الحول، ويحسب زكاته ويخرجها فوراً، كما يفضل إخراج الزكاة في موعد ثابت كل عام لضمان عدم تأخيرها.

الأسهم المستثناة من الزكاة

ليست الأسهم بمجملها تخضع للزكاة، فهناك بعض الحالات التي تكون فيها الأسهم مستثناة من الزكاة. من أبرز هذه الحالات:

  • الأسهم غير التجارية

إذا كانت الأسهم مملوكة بقصد الاحتفاظ دون نية البيع أو تحقيق الربح، مثل أسهم الشركات التي يتم الاحتفاظ بها لدعمها دون الربح، فقد تكون هذه الأسهم معفاة من الزكاة.

  • الأسهم التي لم تبلغ النصاب

إذا كانت قيمة الأسهم أقل من النصاب الشرعي (85 جراماً من الذهب)، فلا تجب الزكاة عليها.

تدهور قيمة الأسهم (تعبيرية)

تدهور قيمة الأسهم (تعبيرية)

  • الأسهم المملوكة في شركات تعاني من خسائر مستمرة

إذا كانت الشركة التي يملك الشخص أسهماً فيها تعاني من خسائر ولا تحقق أرباحاً، فلا تجب الزكاة على الأسهم حتى تبدأ في تحقيق الأرباح.

الأسهم والصناديق الاستثمارية

ثمة اختلاف طفيف بين زكاة الأسهم والصناديق الاستثمارية، ففي حال الاستثمار في صناديق استثمارية، يجب النظر إلى ما إذا كانت هذه الصناديق تستثمر في أصول تجارية أم لا.

وإذا كانت الصناديق تركز على الأصول التجارية والمالية، فتجب الزكاة على الأرباح المحققة، وكذلك على قيمة الوحدات المملوكة في الصندوق.

أما إذا كانت الصناديق تركز على الأصول العقارية أو ما شابه، فيتم إخراج الزكاة على الأرباح فقط.

توزيع زكاة الأسهم على الفقراء والمستحقين

توزع زكاة الأسهم كما توزع زكاة المال، بحيث يقدمها المسلم إلى الفئات التي حددها القرآن الكريم في قوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ”، التوبة: 60.

والمشمول في قوله جل جلاله الفقراء والمساكين، والعاملين على جمع الزكاة، والغارمين (المديونين)، وفي سبيل الله (كالأعمال الخيرية والجهاد)، وابن السبيل (المسافر المحتاج).

لماذا غراس الخير؟

من المهم أن يتم توزيع الزكاة وفقاً للضوابط الشرعية، ويمكنكم الاعتماد على الجهات الخيرية الموثوقة كجمعية غراس الخير الإنسانية، التي ساعدات وما زالت تساعد ملايين المستضعفين في الشمال السوري، وجنوب تركيا، وعرسال بلبنان، وقطاع غزة المحاصر.

وفي ضوء ما سبق ولضمان وصول كفالتكم إلى مستحقيها، نحن في جمعية غراس الخير الإنسانية سنأخذ بيدكم في هذا العمل الخيري لأننا:

✅لدينا خبرة لأكثر من 10 سنوات من الخبرة في العمل الإنساني واستهداف الفئات الأقل حظاً

✅كان لنا الشرف بإفادة أكثر من 3.1 مليون إنسان ومئات طلاب العلم

✅نحن الأقرب إلى المحتاجين بحكم عملنا في الشمال السوري، وجنوبي تركيا

تفضلوا بالاطلاع على الحملات الخيرية في  جمعية غراس الخير الإنسانية، في هذا الرابط

الأسئلة الشائعة

هل الأسهم فيها زكاة؟

نعم، الأسهم تخضع للزكاة إذا تحققت فيها الشروط الشرعية. الأسهم تُعتبر من الأموال النامية لأنها تُحقق أرباحًا لأصحابها، وبالتالي إذا بلغ مجموع قيمة الأسهم النصاب (ما يعادل 85 جرامًا من الذهب) ومر عليها حول كامل (سنة هجرية)، فتجب فيها الزكاة.

كيف تكون زكاة الأسهم؟

زكاة الأسهم تعتمد على نية المالك والغرض من امتلاك الأسهم. هناك نوعان رئيسيان: الأسهم المعدة للتجارة (أسهم المضاربة): إذا كان الهدف من امتلاك الأسهم هو بيعها لتحقيق الربح، تُعد الأسهم من عروض التجارة. في هذه الحالة، يتم إخراج الزكاة على القيمة السوقية للأسهم في نهاية الحول (سنة هجرية) بالإضافة إلى الأرباح المحققة. نسبة الزكاة هي 2.5%. الأسهم المعدة للاستثمار (أسهم الاحتفاظ): إذا كان الهدف هو الاحتفاظ بالأسهم للحصول على الأرباح، فتجب الزكاة فقط على الأرباح المحققة بنسبة 2.5%، وليس على قيمة الأسهم نفسها.

كيف يتم احتساب زكاة الأسهم؟

يمكن حساب زكاة الأسهم بطريقتين وفقًا لنوع الأسهم: الأسهم المعدة للتجارة: يتم حساب الزكاة على أساس القيمة السوقية للأسهم في نهاية الحول. يُحسب مجموع قيمة الأسهم + الأرباح المتحققة، ثم يُخرج 2.5% من هذا المجموع كزكاة. مثال: إذا كان لديك أسهم قيمتها 100,000 دولار في نهاية الحول، وحققت أرباحًا قدرها 10,000 دولار، فتخرج 2.5% من إجمالي 110,000 دولار = 2,750 دولار. الأسهم المعدة للاستثمار: الزكاة تكون على الأرباح فقط، وليس على قيمة الأسهم. إذا كانت الأرباح 10,000 دولار، فتخرج 2.5% من هذا المبلغ = 250 دولار.

هل تخرج زكاة المال على أصل المال أم من الأرباح؟

يعتمد ذلك على غرض امتلاك الأسهم:

إذا كانت الأسهم بغرض التجارة: تخرج الزكاة على أصل المال (قيمة الأسهم) بالإضافة إلى الأرباح.
إذا كانت الأسهم بغرض الاستثمار: تخرج الزكاة على الأرباح فقط، ولا تجب الزكاة على أصل قيمة الأسهم.

المصادر
Zakathouse

إسلام ويب