بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لتأسيس جمعية غراس الخير الإنسانية، أحد عشر عامًا من العطاء المستمر.. وأثرٌ لا يُنسى منذ عام 2014 وحتى 2025، سارت جمعية غراس الخير الإنسانية بخطى ثابتة في مسيرة الخير، عبر برامجها المتنوعة في الغذاء، التعليم، الصحة، الإيواء، والمياه. شكرًا لكل داعم، وشريك، ومتطوع كان جزءًا من هذه الرحلة 💚 نواصل معًا زرع الأمل 🌱 #غراس_الخير #11_عاماً_من_الخير #أثر_يبقىنستعرض اليوم مسيرة عطاء وإنجازاتٍ شكلت علامة فارقة في العمل الإنساني والإغاثي في سوريا. فمنذ انطلاقتها الأولى عام 2014، حملت الجمعية على عاتقها رسالة النهوض بالمجتمعات المتضررة، وتقديم الدعم الحقيقي الذي يُحدث فرقًا في حياة الناس، وكان شعارها دائمًا: “حيث يلتقي العطاء مع الإنسانية لبناء غدٍ أفضل”.

 

التأسيس والرؤية الإنسانية

تأسست جمعية غراس الخير الإنسانية كجمعية خيرية غير ربحية في 15-04-2014، مقرها في إسطنبول، تركيا، لتكون منبرًا للعمل الخيري والتنموي في أوساط المجتمعات السورية المتضررة من الحرب. انطلقت الجمعية برؤية طموحة تسعى للريادة في دعم الفئات الضعيفة المتعففة في المجتمع، من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وبناء مجتمعات متماسكة قادرة على النهوض بنفسها.

ومنذ اليوم الأول، تبنّت الجمعية قيماً إنسانية عميقة تتجسد في المؤسسية، المسؤولية، الشفافية، التشاركية، العدالة، والمساواة. هذه القيم كانت العمود الفقري لكل مشروع وكل مبادرة نفذتها الجمعية على الأرض.

نطاق العمل وانتشار الأثر

تمكنت جمعية غراس الخير خلال السنوات الماضية من توسيع نطاق عملها الجغرافي ليشمل مناطق متعددة في الداخل السوري، مثل إدلب وريف حلب، بالإضافة إلى مناطق خارج سوريا كعرسال في لبنان، والركبان على الحدود السورية الأردنية، وجنوب تركيا.

وقد استفاد من مشاريع الجمعية بالسنوات الماضية أكثر من 4 مليون شخص، مما يعكس حجم الجهد المبذول والأثر الكبير الذي أحدثته برامجها.

برامج ومشاريع متعددة الأبعاد والفوائد

عملت الجمعية ضمن منظومة متكاملة من البرامج الإغاثية والتنموية، جاءت لتلبي مختلف جوانب احتياجات الإنسان الأساسية:

1. برنامج الأمن الغذائي وسبل العيش

شمل مشاريع متعددة أبرزها: توزيع السلال الغذائية، الخبز المجاني، وجبات ساخنة، لحوم الأضاحي والنذور، وزكاة الفطر. كل هذه المبادرات هدفت لضمان وصول الغذاء الكافي والآمن للمحتاجين بشكل مستدام.

2. برنامج المأوى والدعم غير الغذائي

ركز على توفير مأوى آمن وبيئة معيشية كريمة، من خلال توزيع مواد التدفئة، الخيم، الأغطية، المدافئ، ومستلزمات المعيشة الأساسية، خصوصًا خلال فصول الشتاء القاسية التي تمر بها مناطق النزوح ولا سيما المخيمات التي يسكن بها أغلب النازحين.

3. برنامج الرعاية الصحية

ساهم البرنامج في توفير الأدوية، حليب الأطفال، سلال النظافة، والمستلزمات الطبية، مع دعم مباشر للمشافي والمراكز الصحية الميدانية.

4. برنامج التعليم

رغم التحديات، تم دعم التعليم عبر مشاريع مثل توزيع الحقائب المدرسية، دعم المدارس، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.

5. برنامج الحماية والكفالات

من خلاله حصل الكثير من المستحقين على دعم مباشر، وتم التقديم العديد من الكفالات للأيتام، وتقديم مساعدات نقدية لأسر محتاجة، بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية ودعم نفسي للأطفال.

6. برنامج المياه والإصحاح البيئي

استفاد منه المستحقين عبر مشاريع تأمين المياه النظيفة، وتحسين خدمات الصرف الصحي في المخيمات، بهدف خلق بيئة صحية مستدامة تقلل من انتشار الأمراض.

الإنجاز في وجه التحديات

لم يكن الطريق سهلا. فالعمل الإنساني في مناطق النزاع معقد ومليء بالتحديات، لكن غراس الخير أظهرت قدرة لافتة على التكيّف والاستمرار. لم يكن الدعم مقتصرًا على المساعدات العاجلة فقط، بل تجاوزها إلى مشاريع تنموية تهدف إلى تمكين الأفراد وتعزيز الاعتماد على الذات.تطلعات المستقبل

ومع دخول الجمعية عامها الحادي عشر، فإن غراس الخير ولا سيما بعد تحرير سوريا من الظلم والطغيان، تتطلع لمواصلة هذه المسيرة بروح من الأمل والتفاؤل والحماس المنقطع النظير. تسعى الجمعية إلى توسيع شراكاتها مع المنظمات الدولية والمحلية داخل وخارج سوريا، وتطوير أنظمة البيانات لضمان الشفافية والفعالية.

كما تركز خططها المستقبلية على مشاريع إعادة الإعمار، دعم سبل العيش المستدام، وتعزيز التعليم النوعي، خاصة للفئات الأشد ضعفًا. تهدف الجمعية لأن تكون جزءًا من الحل المستدام في سوريا، لا مجرد استجابة طارئة.

 

كلمة أخيرة

“في رحاب غراس الخير، تتناغم يد العطاء مع بذور الإحسان لتسقي أرض الأمل وتنميها. منذ انطلاقتها في 2014، كانت جمعية غراس الخير نموذجًا للإحسان والعطاء، نحن نؤمن أن العمل الخيري ليس مجرد مبادرات، بل هو جسور من الأمل والتواصل التي تجمعنا لبناء مجتمع متماسك.

بإرادة الخيرين وأيد ممتدة نحو العطاء، نستمر في نشر بذور التضامن والتكافل، ساعين نحو تحقيق التنمية والرفاهية للجميع. غراس الخير تظل دائمًا منارة للأمل، حيث يلتقي العطاء مع الإنسانية لبناء غد أفضل.  “فريق العمل جمعية غراس الخير الإنسانية” “

في الذكرى السنوية الحادية عشرة، نوجه التحية لكل من وقف مع غراس الخير الإنسانية – من متبرعين، متطوعين، وشركاء، وكل من مد يد العون. بفضل الله تعالى ثم بفضل هذا التكافل الكبير، استطاعت الجمعية أن تكون “منارة للأمل والعمل” في أحلك الظروف القاسية التي مرت بها سوريا في حقبة النظام البائد.

إن جمعية غراس الخير ليست فقط جمعية إنسانية، بل هي تجسيد حي لقيمة “الإنسان أولاً”. وعلى مدار 11 سنة، أثبتت أن العطاء الصادق لا تحدّه حدود، وأن غرس الخير لا بد أن يُثمر، والحمد لله رب العالمين.