يقول أحد الحكماء “أي شخص يتوقف عن التعليم هو عجوز، سواءً كان في العشرين أو الثمانين من عمره”، فكيف بجيل كامل في الشمال السوري، أجبر على ترك المدرسة والانقطاع عن التعليم؟

هذا ما يكسب كفالة طالب العلم هذه الأهمية، فبكفالتنا لطلاب العلم نضمن أن المجتمع برمته سيسير على ما يرام، وعلاوةً على ذلك، تعد كفالة طالب علم من الأعمال الجليلة التي تُقرب الإنسان من الله وتُسهم في بناء مستقبل الأمة.

فالعلم من أهم أسباب النهضة والتقدم، وكفالة طلاب العلم تتيح لهم الفرصة لتحصيل المعرفة التي تمكنهم من المشاركة في بناء المجتمع وخدمة الإنسانية.

فضل كفالة طالب العلم

العلم من أرقى العبادات وأعظمها في الإسلام، فهو السلاح الذي يتزود به الإنسان للتمييز بين الحق والباطل، ولإدراك ما يُصلح أمور الدنيا والدين، لذلك كان للعلم منزلة عظيمة في الإسلام، وحثَّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم وبيَّن فضله بالقول: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهَّل الله له طريقاً إلى الجنة”.

كفالة طالب العلم تُعدّ نوعاً من المشاركة في هذا الفضل، لأنها تسهم في تحقيق الاستمرارية في طلب العلم، وتمنح هذه الكفالة الطالب التفرغ المادي والزمني لتحصيله العلمي من دون أن ينشغل بالهموم المالية التي قد تعيقه عن التركيز، مما يفتح له باب التفوق والإبداع.

بالإضافة إلى الأجر العظيم الذي يناله الكافل، فإنه يُساهم في تحقيق تغيير حقيقي في حياة طالب العلم وفي المجتمع ككل، فالطالب المتعلم قد يكون يوماً ما معلماً ومربياً، وطبيباً ومهندساً، ويعود نفع علمه ليس على نفسه فحسب، بل على الأمة بأسرها.

تقديم الامتحانات في مدرسة عائشة أم المؤمنين

كيفية كفالة طالب العلم

تتنوع خيارات الكافل لكفالة طالب العلم فلا تقتصر على طريقة واحدة بل تتنوع وفقاً للظروف والإمكانات، فيمكن للكفيل أن يتكفل بجميع تكاليف تعليم الطالب، أو يتشارك مع آخرين في ذلك، أو يتكفل بجزء معين من احتياجاته التعليمية.

ويمكن للكفالة أن تشمل عدة أوجه، منها:

  • تغطية تكاليف الدراسة

وتشمل الرسوم الدراسية، الكتب، المستلزمات الدراسية، والمواصلات.

  • توفير مصروف شهري

مبلغ شهري لمساعدة الطالب على تغطية نفقات المعيشة والتعليم.

  • دعم تعليمي إضافي

مثل دورات تدريبية، أو دروس خصوصية، أو تكاليف إجراء أبحاث ودراسات.

ومن المهم أن يتم التنسيق بين الكافل والجهة التعليمية أو الخيرية لضمان وصول المساعدات بشكل منتظم وتغطيتها لكافة احتياجات الطالب.

حقوق وواجبات الكفيل

يتحمل الكفيل مسؤولية كبيرة عند تكفله بطالب علم، وهذه المسؤولية تحمل في طياتها حقوقًا وواجبات:

أولاً: الحقوق

  • التواصل مع الطالب

يحق للكفيل أن يكون على تواصل مستمر مع الطالب لمعرفة حالته الدراسية وأدائه الأكاديمي.

  • التقارير الدورية

يحق للكفيل الحصول على تقارير دورية من الجهات التعليمية أو الخيرية توضح تقدم الطالب ومستوى تحصيله الدراسي.

  • التقدير والاحترام

من حق الكفيل أن يحظى بالتقدير والشكر من الطالب والجهة التي تتولى الكفالة.

ثانياً: الواجبات

  • الاستمرارية في الدعم

من الواجب على الكفيل أن يلتزم بتقديم الدعم المادي بشكل منتظم لضمان استمرارية تعليم الطالب.

  • عدم استغلال الطالب

يجب على الكفيل ألا يستغل حاجات الطالب لأي غرض شخصي أو اجتماعي.

  • الدعاء للطالب

وإن كان هذا واجباً معنوياً، إلا أن الدعاء للطالب بالنجاح والتوفيق يعد جزءاً من الاهتمام الحقيقي بمستقبله.

حقوق وواجبات الطالب

الطلاب المتفوقون في مدرسة عائشة أم المؤمنين

كما أن للكفيل حقوق وواجبات، فإن الطالب الذي يُكفل له تعليم يجب أن يكون على عاتقه مسؤوليات أيضاً تجاه من كفله وتجاه الجهة التي تدعمه:

أولاً: الحقوق

  • الاستفادة من الدعم المقدم

من حق الطالب أن يستفيد من الدعم المادي الذي يُقدمه الكفيل بالشكل الأمثل لضمان تحقيق أهدافه التعليمية.

  • التقدير والاحترام

من حق الطالب أن يُعامل باحترام من الجهة التعليمية والكفيل، وألا يُشعر بأنه يُعاني من استغلال أو تهميش بسبب حاجته للكفالة.

ثانياً: الواجبات

  • الاجتهاد في الدراسة

من الواجب على الطالب أن يستثمر الكفالة في تحصيل العلم بجد واجتهاد، وأن يُظهر تقديره للفرصة التي أتيحت له.

  • التواصل مع الكفيل

يجب على الطالب أن يبقى على تواصل مع الكفيل بشكل مهذب ومحترم، وأن يقدم له تقارير عن أدائه الدراسي.

  • الاستغلال الأمثل للدعم

من واجب الطالب أن يستفيد من الدعم المقدم له فيما يخدم أهدافه التعليمية، وألا يهدر الموارد في أمور غير ضرورية.

كفالة طالب العلم من الصدقات الجارية

كفالة طالب العلم تُعد من الصدقات الجارية التي يستمر أجرها حتى بعد وفاة الشخص، لأن العلم الذي يناله الطالب ليس مجرد منفعة مرحلية، بل هو علم قد يستفيد منه أجيال لاحقة من خلال تناقل هذا العلم من طالب لآخر، أو ابتكاراته التي قد تُحدث فارقاً في المجتمع.

وقال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. فكفالة طالب العلم تدخل في الصدقة الجارية إذا أثمرت علماً نافعاً أو جيلاً من الطلاب يتعلمون وينقلون العلم من بعدهم.

مشاريع غراس الخير في قطاع التعليم

منذ عام 2022 تشرك جمعية غراس الإنسانية مئات الطلاب في العملية التعليمية، وذلك من خلال ضمهم بمدرسة أم المؤمنين عائشة، بموافقة وعلم سلطات المنطقة.

وقدمت المدرسة وما زالت تقدم خدماتها التدريسية لنحو 450 طالب من الصف الأول الابتدائي حتى الصف السادس الابتدائي، متبعةً في ذلك المنهاج المعتمد، مع تركيز خاص على اللغة الإنكليزية.

فضلاً عن ذلك قدمت غراس الخير الدعم لطلابها في الظروف الخاصة التي يعيشونها في منطقتهم (منطقة نزاع)، من خلال إدخال برامج متخصصة في الإسعاف النفسي الأولي لناجيي الحرب وأصحاب الاضطرابات النفسية، وبرامج أخرى لتقوية البنية الجسدية والعقلية للطلاب.

ولضمان وصول كفالتكم إلى مستحقيها نحن في جمعية غراس الخير الإنسانية سنأخذ بيدكم في هذا العمل الخيري لأننا:

✅لدينا الخبرة في استهداف الأقل حظاً بعد أكثر من 10 سنوات من الخبرة في العمل الإنساني

✅كان لنا الشرف بإفادة أكثر من 3.1 مليون إنسان ومئات طلاب العلم

✅نحن الأقرب إلى المحتاجين بحكم عملنا في الشمال السوري، وجنوب تركيا

تفضلوا بالاطلاع على الحملات الخيرية في  جمعية غراس الخير الإنسانية، في هذا الرابط

الأسئلة الشائعة

هل تجوز الصدقة على طلاب العلم؟

نعم، يجوز الصدقة على طلاب العلم، خاصة إذا كانوا بحاجة إلى المال لمواصلة تعليمهم، لأن العلم من الأمور النافعة للفرد والمجتمع. مساعدة طلاب العلم تعينهم على تحقيق أهدافهم العلمية والدينية، وهذا من الأمور المحمودة في الإسلام.

ما جزاء من ينفق علي طالب العلم؟

جزاء من ينفق على طالب العلم:
الشخص الذي ينفق على طالب العلم ينال ثوابًا عظيمًا؛ لأن الإنفاق في سبيل العلم يعد من الأعمال الصالحة التي تدل على التعاون على البر والتقوى. وقد يكون لهذا العمل أثرٌ دائم؛ لأن طالب العلم قد يُسهم في نشر المعرفة والفضيلة في المجتمع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة" (رواه مسلم).

هل الإنفاق على طلبة العلم صدقة جارية؟

الإنفاق على طلبة العلم يمكن أن يكون صدقة جارية إذا كان هذا الطالب يستخدم العلم الذي اكتسبه في نفع الآخرين وفي نشر المعرفة. فالصدقة الجارية هي التي يستمر أجرها حتى بعد وفاة الشخص، وإذا أصبح طالب العلم معلّمًا أو قدّم منفعة مستمرة للناس من خلال ما تعلمه، فإن أجر هذا الإنفاق يستمر بإذن الله.

المصادر

إسلام ويب

جامع الأحاديث

شبكة الألوكة